قبيل انطلاق نهائي الطبعة الـ57 لكأس الجزائر لكرة القدم, الذي يجمع فريقي مولودية الجزائر بشباب بلوزداد, ابتداء من الخامسة مساء (00ر17), تسود أجواء احتفالية رائعة في مدرجات ملعب 5 جويلية 1962 بالجزائر العاصمة.
ومع فتح أبواب الملعب على الساعة الـعاشرة صباحا عوضا الحادية عشر, "غزا" أنصار الناديين العاصميين المدرجات, وهم يرتدون أوشحة فريقيهما ومنهم من كان بالأعلام والرايات التي تحمل الألوان الثلاثة: الاحمر الأخضر والابيض.
وكما كان متفق عليه خلال الاجتماع الفني, "احتل" أنصار "العميد" مدرجاتهم المعهودة المتمثلة في المنعرج الجنوبي, في الوقت الذي اكتظت مدرجات المنعرج الشمالي بأنصار الشباب.
وراح مناصرو الفريقين يرددون الأغاني الممجدة للمولودية و "السياربي", وكل طرف يسعى الى فرض أهازيجه على الآخر, وسط روح رياضية بينهم, قبل ان يمنحوا انفسهم وقتا من الراحة لاقتصاد الطاقة تحسبا للنهائي الاستثنائي.
وحل عشاق التشكيلتين العاصميتين من شتى المدن والأحياء, من داخل وخارج ولاية الجزائر, بالملعب الأولمبي الكبير منذ صبيحة اليوم الخميس, فضلا عن البعض منهم الذي قضى ليلته عند أبواب منشأة 5 جويلية.
وفي الوقت الذي غصت فيه المدرجات بالأنصار, فإن محيط الملعب شهد تواجدا كبيرا لمحبي التشكيلتين الذين لم يسعفهم الحظ في الولوج لمشاهدة المباراة النهائية المثيرة, غير ان ذلك لم يثنهم من صنع أجواء حماسية مميزة مرددين أغاني فريقيهما.
عشرات السيارات والحافلات توجهت الى الملعب, حاملة معها المناصرين الحاملين لرايات الشباب والمولودية, والذين منهم من فضل الصعود فوق سطح المركبات أو على أغطية المحركات.
وكلما اقتربت صافرة الانطلاقة التي سيعطيها الحكم الدولي مصطفى غربال, كلما زادت نسبة الإثارة وارتفع هرمون "الأدرينالين" لدى طرفي النهائي.
ويبدو أن المدرجات "ستنفجر" لحظة دخول اللاعبين لمعاينة أرضية الميدان قبل الشروع في عملية الاحماء.
وسيحبس هذا اللقاء الكبير أنفاس العاصمة برمتها بما فيهم الآلاف ممن سيتابعونه لقاء الموسم بشغف على شاشات التلفزيون سواء في بيوتهم أو على مستوى مقاهي الاحياء الشعبية, وذلك حول ابريق من الشاي أو كأس من القهوة.
باب الواد أم بلوزداد.. أكيد أن أحد الحيين سيعيش ليلة بيضاء في حال التتويج, الذي سيجعل أحد الفريقين الأكثر فوزا بكأس الجزائر بتسع كؤوس.