المغرب في مواجهة أسوأ أزمة منذ عقود: الشارع يغلي والحكومة عاجزة عن الحل

الوضع في المغرب
24/10/2024 - 12:02

إضرابات في قطاعات حساسة وتصاعد في حدّة المظاهرات في كبرى المدن المغربية، بشكل شمل كل أنحاء البلاد. واقع يعيشه المغرب منذ مدة طويلة، إذ لا يمر يوم دون أن تجوب الشوارع مسيرات، بعضها يرفض التطبيع وينادي بإصلاح سياسي شامل، وأخرى تنتفض ضد الفساد وسياسة القمع. ومع ذلك، يتشارك جميع المتظاهرين صوتًا واحدًا يقول: "نحن نعيش وضعًا بائسًا وزمن الصمت قد ولى."

يزداد تردي الوضع المعيشي للشعب المغربي مع اتساع رقعة الفقر والارتفاع غير المسبوق للأسعار، زاده سوءًا عدم اتخاذ الحكومة إجراءات تحد من تداعيات الجفاف الذي شلّ قطاع الفلاحة في البلاد. ورغم ذلك، فضلت الحكومة تصدير جزء كبير من المنتجات الفلاحية نحو إسبانيا وفرنسا على حساب تلبية احتياجات الأسواق الداخلية.

ووفقًا للمندوبية المغربية السامية للتخطيط، سجلت أسعار المواد الغذائية، المحرك الرئيسي للتضخم، زيادة بنسبة 0.6% مقارنةً بنفس الشهر من العام الماضي، بينما ارتفع تضخم السلع غير الغذائية بنسبة 1%. وعلى صعيد التضخم الأساسي، الذي يستبعد السلع ذات الأسعار المتقلبة، فقد ارتفع بنسبة 0.3% على أساس شهري و2.4% على أساس سنوي، وهي أرقام تحاول الحكومة المغربية إخفاءها.

الشباب والبطالة والهروب الكبير

أصبحت البطالة مشكلة متفشية بين الشباب المغربي، حيث وصلت إلى مستويات قياسية لم تبلغها منذ عقود، مما يعكس الانهيار المستمر للاقتصاد المغربي. وأشارت تقارير منظمات مغربية رسمية في وقت سابق إلى أن عشرات الآلاف من الشركات تقترب من إعلان إفلاسها. والسبب، حسب الكونفدرالية المغربية للشركات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة، هو نقص التمويل وتراجع الصفقات العمومية، إضافة إلى تأخر أو امتناع بعض الشركات الكبرى عن سداد مستحقاتها.

هذا الوضع الصعب دفع العديد من الشباب المغربي إلى الهجرة الجماعية، وهو ما شهدته البلاد في ما سُمي بـ"الهروب الكبير". شباب من مختلف المدن المغربية حاولوا عبور الحدود بأي ثمن، هاربين من الوضع البائس الذي يعيشونه.

مؤشرات أزمة غير مسبوقة

المؤشرات الحالية تؤكد ما حذر منه خبراء بأن المغرب يمر بأسوأ أزمة عرفتها البلاد منذ عقود، تشمل جميع القطاعات. الجبهة الاجتماعية ملتهبة بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور المستوى المعيشي، والإضرابات تشل العديد من المؤسسات، آخرها كان في قطاع العدالة. ولم تؤد سياسة التطبيع التي انتهجها نظام المخزن مع الكيان الصهيوني إلا إلى تعميق الأزمات، مما أدخل البلاد في متاهة يصعب تحديد مخرجها.