أكد الدكتور حمود صالحي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا، أنه من الصعب جدًا التكهن بنتائج الانتخابات الأميركية التي تجري هذا الثلاثاء، والتي يشارك فيها 244 مليون ناخب، نظرًا للتقارب الكبير بين كمالا هاريس عن الحزب الديمقراطي والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، وذلك حسب أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز الدراسات ووسائل الإعلام الأميركية.
وتوقع الدكتور صالحي خلال مشاركته، هذا الثلاثاء، في برنامج "ضيف الدولية" أن النتائج النهائية قد لا تُعلن يوم الأربعاء بسبب التنافس الشديد بين المرشحين، مما قد يؤدي إلى تمديد عمليات الفرز والمطالبة بإعادة حساب الأصوات ليومين إضافيين، وربما يتطلب الأمر اللجوء إلى القضاء للفصل في النتائج النهائية بين هاريس وترامب، بما في ذلك احتمال تدخل رئيس مجلس النواب الأميركي في حال حدوث فوضى تمنع الإعلان عن فائز.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن حدوث تعادل بين المرشحين أمر مستبعد بسبب طبيعة النظام الانتخابي في الولايات المتحدة، الذي يعتمد على المجمع الانتخابي المكوّن من 538 مندوبًا. وأضاف: "أغلبية الولايات تمنح جميع أصواتها للمرشح الذي يحصل على الأغلبية الشعبية في الولاية، ويفوز من يحصل على دعم 271 صوتًا أو أكثر من أعضاء المجمع الانتخابي."
القضايا الفاصلة للفوز بالانتخابات
ويرى الدكتور حمود صالحي أن فوز مرشحة الحزب الديمقراطي يتوقف على مشاركة الشباب الأميركي بقوة في صناديق الاقتراع، حيث يميل الشباب تقليديًا لصالح الديمقراطيين. لكنه أشار إلى صعوبة ذلك بسبب عزوف هذه الفئة في السنوات الأخيرة، وفقدانها الثقة في قدرة أصواتها على تغيير النظام القائم.
وأضاف صالحي أن قضية حقوق المرأة تمثل أحد أبرز محاور الحملة، وتعد من أولويات كمالا هاريس، وقد تكون حافزًا للنساء للتصويت بقوة، خاصة مع انحياز عدد كبير من النساء ذوات البشرة البيضاء لصالحها، خلافًا لما حدث في الانتخابات السابقة، ما قد يؤثر في النتائج النهائية.
وفي المقابل، أشار ضيف الإذاعة إلى أن كمالا هاريس لم تقدم بديلاً مقنعًا فيما يتعلق بقضية الهجرة، والتي تشكل محورًا أساسيًا في حملة منافسها دونالد ترامب. وأضاف أن ترامب نجح في استغلال سجل هاريس كمحاولة لإثبات فشل إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، حيث كانت هاريس نائبة الرئيس.
وأشار صالحي إلى أن يوم الانتخابات يصادف يوم عمل في أميركا، مما سيؤثر على تصويت الأقليات التي قد تجد صعوبة في ترك مواقع عملها، بالإضافة إلى أن هاريس أخفقت في إقناع الجالية العربية بالتصويت لصالحها، بسبب موقفها المتماهي مع الإدارة الحالية المؤيدة لإسرائيل في النزاع ضد قطاع غزة ولبنان، وذلك تفاديًا لغضب اللوبي الصهيوني النشط ماليًا وإعلاميًا لدعم إسرائيل.
وفي هذا السياق، لا يستبعد الدكتور حمود صالحي عزوف الجالية العربية، التي اعتادت دعم الديمقراطيين، عن التصويت لأي من المرشحين في الولايات المتأرجحة الصغيرة، كما ظهر ذلك في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، حيث رفض أكثر من 100 ألف شخص في ولاية ويسكونسن التصويت، احتجاجًا على السياسة الحالية الداعمة لإسرائيل بقوة.