حذّر مدير مخبر الإعلام والرأي العام وصناعة القيم بجامعة خميس مليانة البروفيسور حاج تيطاوني من تأثيرات " إعلام العولمة" على تفكيك المجتمعات ثقافيا ودينيا واعتبره أكبر تحدّ لوجود كيان اسمه الدولة وكيان اسمه السيادة.
وقال البروفيسور تيطاوني في حوار لـ ّ إذاعة قسنطينة " إن ما يعيشه الإعلام في العالم هو أكبر تحد للثقافات المحلية لوجود كيان اسمه الدولة وكيان اسمه السيادة، مشيرا إلى أن كل ما يدور في الساحة الدولية والوطنية ما هو إلا ارتداد لهذا التحول الذي عرفه الإعلام بفعل العولمة.
وتابع أستاذ الإعلام بجامعة خميس مليانة أن الإعلام الآن أصبح يتدخل في كل الخصوصيات، حتى أنه ليس منتجا محليا لمادة إعلامية و لكن ما نستهلكه من مضامين مستوردة أغلبها ( 90 بالمائة منها) أُعدت لمجتمعات و ثقافات غيرنا.
ومن هذا المنطلق قال تيطاوني إن الحديث عن علاقة الاستعمار بالإعلام في عصر العولمة مقصدها دوما الحصول على ثروات واستعباد الشعوب الأخرى، فالإعلام الآن – بحسب الخبير-لم يبق للسيادة في كثير من الدول، ولم يبق للخصوصيات الثقافية عند الأفراد موقع قدم للارتكاز.
وذهب ضيف إذاعة قسنطينة إلى أن كثيرا من المفكرين من أمثال " صامويل هيننغتون " و " فرانسيس فوكوياما " أصبح ينظر إليهم على أنهم يدافعون عن تخلف وعن شرنقات في حجم اللغة والدين، فالعولمة أصبحت تريد أن تصنع أنموذجا عالميا موحدا ومن حق أن تكون لها ثقافات خاصة بها.
وأكد تيطاوني أن إعلام العولمة يريد تخطي كل الخصوصيات الجغرافية عبر القنوات والفضاءات المفتوحة كالبث المباشر وعبر الإعلام الجديد عبر الأنترنت، حيث أن من السمات العجيبة لإعلام العولمة تكريس النمطية النامية التي لا قدرة على مواجهته، مبرزا أن أغلب مضامين هذا الإعلام ينتمي إلى دول غربية وأصبح يسلط الضوء على كل ما يثير ويصنع الجدل.
وتابع البروفيسور أن وظيفة الإعلام هي نقل الأحداث والتعليق عليها، لكن الان أصبح الإعلام يسلط الضوء على الاثار، ويُفترض أن الإعلام هو كمنتوج يتم توسيع صفحته الإشهارية الى انتاج مضامين، الان أصبح العكس، الإعلام هو مجموعة من الصفحات الإشهارية تطعم ببعض المواد الإعلامية.
وأضاف تيطاوني " نحتاج الى مؤسسات التنشئة والتربية لتعيد ترتيب البيت وانتاج مضامين مدافعة عن الفرد والمجتمع وذلك بتكثيف لمواجهة تحديات العولمة على صعيد مقاومة مساع التغريب التي ترفضها حتى الكثير من الدول المتقدمة التي تقبل محتويات العولمة اجتماعيا واقتصاديا وغيرها وترفض في توجهاتها الثقافية."
وأشار البروفيسور إلى أن النخب في الجزائر مدركة لحجم التحديات ليست مستقيلة ولكنها تحتاج الى دعم كبير لمواجهة العولمة التي هي في الحقيقة، قضية الجمي، والمجتمع بإدراكه لخطورة مقاصد العولمة عليه بترتيب البيت من خلال احترام سلم القيم وفق منهج القدوة القائم على التأثير الايجابي وليس دون ذلك.