اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة البليدة 02 الدكتور محمد الشريف سيدي موسى مظاهرات الـ11 ديسمبر 1960، محطة تاريخية مفصلية ساهمت بشكل بارز في تحقيق الجزائر للاستقلال، حيث استطاعت أن تفضح السردية الفرنسية القائلة بأن "الجزائر فرنسية"، وتنجح في تدويل القضية الجزائرية العادلة.
وأكد الدكتور محمد الشريف سيدي موسى لدى استضافته على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، أن مظاهرات الـ11 ديسمبر 1960 لم تكن لتلقى نجاحا باهرا لولا تكاثف الشعب الجزائري مع قيادته الممثلة في جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني، حيث نجحت في توجيه رسالة واضحة للعالم بأن "الجزائر ليست فرنسية ولن تكون فرنسية"، ما ساهمت هذه المحطة في تدويل القضية الجزائرية وتسليط الضوء عليها إعلاميا.
وأوضح المتحدث ذاته، أن المراحل التي ترتبت عن هذه المحطة التاريخية الهامة أسهمت في تحقيق استقلال الجزائر، وأحبطت محاولة المستعمر بمختلف طوائفه وتياراته السياسية في إبقاء الجزائر فرنسية منذ دخوله الجزائر 1830 عنوة، الأمر الذي دفع الجنرال ديغول نحو استخدام مختلف أشكال الإبادة والقتل والتقتيل، غير أنه فشل فشلا ذريعا بعد سنتين من اعتلائه الحكم في الجمهورية الفرنسية الخامسة.
وأشار إلى أن مظاهرات الـ11 ديسمبر جعلت العالم يقتنع أن الشعب الجزائري يحارب من أجل تقرير مصيره وليس كما تدعي فرنسا، الأمر الذي حرّك الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة عشر نحو تبني تقرير المصير وإطلاق المفاوضات وجها لوجه مع الطرف الجزائري ممثلا في جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني.
ولفت سيدي موسى، إلى أن المظاهرات التي عمت مختلف أرجاء الوطن وشارك فيها نساء، شيوخ وأطفال، أتت بعد يوم واحد من حالة الانقسام بين داعمي ديغول الذين يروجون لشعار "الجزائر جزائرية" ومخالفيه الذي يدعمون فكرة "الجزائر فرنسية"، الأمر الذي دفع جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني نحو تنظيم مظاهرات سلمية ترفض الشعارين، حيث عمّت المظاهرات كبريات المدن الجزائرية، حيث طالب الجزائريون من خلالها بالمفاوضات وبحل سلمي، ما دفع المستعمر نحو محاولة التصدى لها بالدبابات الرصاص الحي والاعتقالات، حيث استشهد الكثير من الجزائريين في مختلف الولايات، البليدة الجزائر سيدي بلعباس وهران قسنطينة بجاية وغيرها.
ضرورة الحفاظ على المكاسب
كما شدّد الدكتور محمد الشريف سيدي موسى على ضرورة الحفاظ على المكاسب المعنوية والمادية التي حققتها الثورة الجزائرية، وذلك لمواصلة بناء الجزائر الجديدة، والمضي بقدر من المسؤولية في المسيرة التنموية، مثلما شدد عليه رئيس الجمهورية خلال رسالته يوم أمس.
ونوه "ضيف الصباح" بالجهود التي تبذلها السلطات العمومية للحفاظ على التاريخ والذاكرة، مبرزا أهمية الاتكاء على مدرسة تاريخية جزائرية صلبة، وكتابة التاريخ بطريقة علمية أكاديمية تراعي مصالح الجزائر في مختلف المجالات من بينها الجامعات، السينما والإعلام من أجل خدمة التاريخ والذاكرة الوطنية.
المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية- عمار حمادي