أجمع المشاركون في الندوة التاريخية الموسومة بـ"الإعلام الثوري.. إذاعة الجزائر الحرة المكافحة أنموذجًا"، المنظمة هذا الإثنين بالنادي الثقافي للإذاعة الجزائرية عيسى مسعودي، بمناسبة الذكرى الـ68 لتأسيس إذاعة الجزائر الحرة المكافحة، على الدور الريادي الذي لعبته هذه الأخيرة في مواجهة الآلة الدعائية الاستعمارية الفرنسية، وكذا إيصال صورة ثورة نوفمبر المجيدة وانتصاراتها إلى الرأي العام الجزائري والدولي.
وفي كلمة له بالمناسبة، شدد المجاهد والدبلوماسي السابق السيد محمد دباح على أن إيمان الشباب الجزائري بعدالة قضيته وتحديه للمستعمر الفرنسي، الذي أراد سلبه أرضه وهويته، كان المحرك الذي دفعه إلى الالتحاق بالثورة المظفرة ومن ثم تأسيس إذاعة الجزائر الحرة المكافحة. وأضاف: "كل ذلك كان استجابة لنداء فداك يا وطني".
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أحمد عظيمي أن إذاعة الجزائر الحرة المكافحة كانت بمثابة معجزة حقيقية بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة آنذاك، وكذا قوة الآلة الاستعمارية التي حاولت طمس الحقائق والترويج للدعاية المغرضة. وشدد الدكتور عظيمي على أن إذاعة الجزائر الحرة المكافحة هي "إذاعة جزائرية 100%". وأوضح أن جهاز البث كان يعمل للإشارة في البحر، وحصل عليه المجاهد أحمد زكار، ثم حوله مجموعة من التقنيين الجزائريين إلى جهاز بث إذاعي، وبصوت صحفيين جزائريين، استطاعت هذه الإذاعة أن تصل إلى كل جهات الوطن عبر صوت الراحل عيسى مسعودي.
أما أستاذة علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، الدكتورة مريم دربان، فقد تطرقت إلى حنكة واستراتيجية قادة ورجال الثورة الجزائرية وإدراكهم بأن الحرب السياسية والعسكرية ترافقها حرب إعلامية لمكافحة التضليل الإعلامي الفرنسي الذي كان يعمل جاهدًا على تشويه صورة الثورة الجزائرية وتقسيمها.