أكد البروفيسور نور الصباح عكنوش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بسكرة، أن "الدبلوماسية الجزائرية في 2024 كانت دبلوماسية هجومية بامتياز"، مشيرًا إلى أن نشاطها اعتمد على نهج استراتيجي مدروس بعيدًا عن العشوائية أو التسويق الإعلامي. جاء ذلك خلال استضافته ببرنامج "ضيف الدولية" على إذاعة الجزائر الدولية، حيث تناول أبرز ملامح الأداء الدبلوماسي للجزائر.
وأوضح عكنوش أن الدبلوماسية الجزائرية بنيت هذا العام على "حكامة رشيدة للسياسة الخارجية"، مع التركيز على استباق الأزمات وإنتاج حلول دبلوماسية تتماشى مع مبادئ القانون الدولي. واعتبر أن الجزائر تمثل نموذجًا للدول الملتزمة بالشرعية الدولية، مضيفًا: "الجزائر أصبحت من الدول القليلة التي تدافع عن القضايا العادلة بجرأة ومصداقية."
الدور الدولي والإقليمي
وأشار البروفيسور إلى أن الجزائر، في إطار عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، وضعت خطة عمل تهدف إلى الدفاع عن القضايا العربية والإفريقية، لاسيما القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية. كما تسعى إلى إصلاح مجلس الأمن لتحقيق تمثيل عادل للقارة الإفريقية وتعزيز التوازن الدولي.
وفي السياق الإقليمي، أشاد عكنوش بالتعاون الثلاثي بين الجزائر وتونس وليبيا، واصفًا إياه بأنه نموذج حقيقي لشراكة إقليمية تسعى إلى تحقيق الاستقرار والتنمية المشتركة. كما نوه بالاهتمام الذي توليه الجزائر للقارة الإفريقية، واصفًا هذا التوجه بـ"أفريقنة السياسة الخارجية"، حيث ركزت الجزائر على تعزيز علاقاتها بالقارة من خلال زيارات مكثفة ومبادرات تنموية.
نظرة مستقبلية
واختتم عكنوش تصريحاته بالتأكيد على أن الجزائر تمتلك رؤية واضحة وخطة طموحة لرئاسة مجلس الأمن المقبلة، مشددًا على قدرتها على تقديم نموذج متميز في مواجهة التحديات الدولية وتعزيز العدالة والاستقرار في العالم.