سنة 2024...إنجازات كبيرة للرياضة عكست القدرات الهائلة للرياضيين الجزائريين في مختلف التخصصات

الحصاد الرياضي لسنة 2024
05/01/2025 - 17:04

أسدل الستار على سنة 2024، التي كانت مميزة في الساحة الرياضية الجزائرية، بعد أن شهدت إنجازات كبيرة عكست الطاقة الكبيرة للرياضة الجزائرية والقدرات الهائلة للرياضيين في مختلف التخصصات.

وصنعت المشاركة الجزائرية في أولمبياد باريس الحدث خلال سنة 2024، بعدما تألقت النخبة الوطنية في الساحة الأولمبية، حيث تمكنت الجزائر التي شاركت بـ 46 رياضيا (27 رياضيا – 19 رياضية)، من تحقيق ثلاث ميداليات أولمبية (ذهبيتان وبرونزية)، بفضل تألق الفراشة الجمبازية كيليا نمور، والملاكمة إيمان خليف والعداء جمال سجاتي.

وبرزت الجمبازية الشابة كيليا نمور، كإحدى الاكتشافات الكبرى للألعاب الأولمبية 2024، بإحرازها ميدالية المعدن النفيس للعمودين غير المتوازيين، وأبهرت ابنة 17 عاما الجميع خلال هذا المحفل بأدائها المتميز، لتصبح أول لاعبة جزائرية وإفريقية وعربية تفوز بميدالية أولمبية في الجمباز في الأولمبياد، وهي أول ذهبية للجزائر منذ أولمبياد لندن 2012.

وفي رياضة الملاكمة، توجت إيمان خليف بذهبية وزن 66 كلغ في هذا الحدث العالمي، لتصبح بذلك أول جزائرية تتوج بذهبية أولمبية لدى السيدات، حيث فازت على الصينية يانغ ليو، بعدما تجاوزت في الدور الأول الإيطالية أنجيلا كاريني، قبل أن تفوز في ربع النهائي المجرية لوكا هاموري، ثم التيلاندية جانجايم سوانيفينج، في نصف النهائي.

وكانت خليف، الحائزة على الميدالية الفضية في بطولة العالم 2022، في دائرة الضوء في ألعاب باريس، حيث صنع فوزها البطولي اهتمام الرأي العام العالمي، كما كان فوزها بمثابة جرعة أمل للجزائريين الذين خرجوا بالآلاف للاحتفال بالفوز التاريخي.

بالمقابل، سجل الرجال حضورا لافتا في هذا الحدث العالمي، ويتعلق الامر بعداء المسافات نصف الطويلة، جمال سجاتي، الذي منح الجزائر ميدالية برونزية ثمينة في سباق 800م، بعد سباق اتسم بالتنافس الشديد أبان فيه مستواه العالي وأثبت قدرته البدنية للصعود على منصة التتويج، مؤكدا مكانته كواحد من أحسن اختصاصي السباقات نصف الطويلة في العالم.

وسمح حصول الجزائر على ثلاث ميداليات في هذا المحفل الأولمبي، باحتلال المركز الـ39 في الترتيب العام، وهي نتيجة تعادل من حيث الحصيلة، الرقم القياسي لألعاب أطلنطا-1996 (المركز 34)، لما أحرزت الجزائر على ذهبيتين بفضل نور الدين مرسلي (1.500م) والملاكم المرحوم حسين سلطاني (أقل من 60 كلغ)، بالإضافة إلى برونزية الملاكم محمد بحاري (أقل من 75 كلغ).

حصاد وفير في الألعاب البارالمبية

على نفس الخطى، أنهت الجزائر مشاركتها في دورة الألعاب  البارالمبية السابعة عشرة (باريس 2024)، بحصاد وفير شمل 11 ميدالية في المجموع (6 ذهبيات و5 برونزيات)، واحتلت بفضله المركز  الـ25  من أصل 186 دولة مشاركة، ما سمح للجزائر باستعادة مكانتها في قائمة الثلاثين الأوائل في الألعاب البارالمبية.

وقد وضع هذا الحصاد المشرف من الميداليات، الجزائر في صدارة ترتيب الدول العربية والإفريقية خلال الألعاب البارلمبية، وأبرزت نتائج العناصر الوطنية في هذا الاستحقاق البارالمبي مدى العمل الجيد الذي قام به كل المدربين والتضحيات التي قدموها مع رياضييهم للوصول إلى هذا المستوى، بعد أن استفاد الرياضيون من أفضل الوسائل التي أتاحتها لهم الدولة الجزائرية، وبفضل هذه النتائج، عادلت الجزائر حصادها من الميداليات الذهبية لتلك المسجلة في أثينا 2004.

ملاعب عالمية تدخل حيز الخدمة

في قطاع الرياضة، شهدت سنة 2024 استفادة الجزائر العاصمة من تحفة معمارية جديدة لخدمة الرياضة متمثلة في ملعب "الشهيد علي عمار" -المدعو علي لابوانت- بالدويرة، حيث تم تدشينه من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عشية الاحتفالات بالذكرى الـ62 لعيدي الاستقلال والشباب المصادف لـ 5 جويلية.

ويضاف الملعب إلى قائمة ثرية من الملاعب تم تدشينها في وقت سابق على غرار ملعب نيلسون مانديلا ببراقي وملعب ميلود هدفي بوهران، ما سمح للجزائر بتحقيق قفزة نوعية فيما يتعلق بالمنشآت الرياضية، الأمر الذي يسمح لها بتنظيم أكبر المواعيد الرياضية القارية والدولية.

بالمقابل، شهدت سنة 2024، تدشين السيد عبد المجيد تبون، ملعب المجاهد حسين آيت أحمد، الواقع بالمدخل الغربي لولاية تيزي وزو، حيث جاء تدشين هذا المرفق الرياضي العصري الذي يتوفر على كافة التجهيزات والمرافق الضرورية المنجزة وفق المقاييس الدولية، خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها السيد رئيس الجمهورية الى هذه الولاية.

أساطير كروية تغادرنا للأبد  

لم تخلو سنة 2024 من الأحزان، حيث شهدت الجزائر فقدان أساطير كروية صنعت مجد الرياضة عامة، والكرة الجزائرية خاصة، من بينها وفاة محيي الدين خالف مدرب المنتخب الوطني الأسبق عن 80 عاما، حيث ارتبط اسم خالف بفريق بشبيبة القبائل الذي قاده لتحقيق العديد من الألقاب إلى جانب وجوده ضمن الجهاز الفني للمدرب الراحل رشيد مخلوفي خلال كأس العالم 1982 في إسبانيا،  كما قاد المنتخب الجزائري لاحتلال المركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية 1984 في ساحل العاج.

بالمقابل، تُوفي أسطورة كرة القدم الجزائرية رشيد مخلوفي، عن 88 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وكان مخلوفي لاعبا في فريق جبهة التحرير الوطني التاريخي، ومدربا للمنتخب الأول، ورئيسا سابقا للاتحاد الجزائري لكرة القدم.

 كما شهدت نفس السنة وفاة لاعب المنتخب الوطني سابقًا حميد مراكشي، الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 48 عامًا، بعد صراع مع المرض، وسبق لمراكشي أن لعب في مركز قلب الهجوم لخمس مباريات دولية مع المنتخب الوطني الجزائري، كما شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2000 بنيجيريا وغانا (تنظيم مشترك)، وسجّل خمسة أهداف في مشواره الدولي.

المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية – عمار حمادي

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios