الإذاعة الجزائرية
أكد المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، حسين زواوي هذا الأربعاء على الشروع حاليا في إنجاز إحصاء وطني للمقومات الوطنية في المجال الصناعي بهدف إنشاء لوحة قيادة شاملة للنشاط الاقتصادي الوطني ويشمل أكثر من 120 ألف مؤسسة صناعية وتجارية موزعة على مختلف ولايات الجزائر الـ58، وخاصة بالولايات الكبرى الـ15 مثل الجزائر العاصمة، سطيف، ووهران، متوقعا أن تكتمل عملية جمع المعلومات مع نهاية الشهر الجاري.
وأوضح زواوي خلال استضافته ضمن برنامج " ضيف الصباح " للقناة الإذاعية الأولى أن عملية جمع وتحليل هذه المعطيات الميدانية ستنطلق قبل منتصف شهر فيفري الداخل بالاعتماد على الوسائل الرقمية والورقية مضيفا بالقول" إن هذا الإحصاء الاستبياني تم إعداده بطلب من وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق وبالتعاون مع عديد الهيئات الوطنية منها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في مركز البحث في الاقتصاد المطبق من أجل التنمية "الكرياد"، بالإضافة إلى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار وذلك لتحقيق وتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجالات الصناعة والدواء والصناعات الغذائية التحويلية.
السياق العام وأهداف الإحصاء
كما قال ضيف الأولى إن هذه العملية تأتي في سياق عام يشهد تعافيًا للاقتصاد الوطني، حيث أظهرت المؤشرات الاقتصادية الأخيرة نموًا مستدامًا، وهو ما أكدته المؤسسات الوطنية والدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، الذين صنفوا الجزائر كأحد الاقتصادات الأكثر تطورًا في إفريقيا. ويعزز هذا الإحصاء الإحصائيات التي تم جمعها في القطاع الفلاحي سنة 2024، والتي شملت أكثر من 20 ألف مستثمرة فلاحية.
وأشار زواوي إلى أن الإحصاء يهدف إلى تحقيق عدة أهداف سياسية استراتيجية على رأسها تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الواسعة الاستهلاك، من خلال دراسة حجم الإنتاج في مختلف القطاعات وتحديد الحاجيات الوطنية وكذا "مساعدة السلطات العمومية في اتخاذ القرارات الاقتصادية المناسبة وذلك بناءً على المعطيات الإحصائية المستخلصة من العملية."
وأضاف قائلا ،" سيساهم هذا الإحصاء في تحقيق معدل تسويق مناسب للمنتجات الوطنية وتنظيم السوق بشكل أفضل، مع تحديد فائض الإنتاج وإمكانية تصديره، وكذلك تقييم العقبات التي قد تواجه المتعاملين في مجالات مثل الطاقة والنقل، والتمويل، والطاقة الإنتاجية و الرخص الإدارية للمساعدة في تذليلها ."
اعتماد مقاربة اقتصادية محضة لرفع انشغالات المتعاملين الاقتصاديين للسلطات العليا
وبهذه المناسبة، دعا المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة المتعاملين الاقتصاديين إلى الانخراط في الإحصاء الوطني الذي يهدف إلى جمع بيانات حول الإنتاج وطبيعة الانشغالات التي يرفعها المتعاملون الاقتصاديون، بهدف نقلها إلى صناع القرار.
وطمأن زواوي المشاركين في هذا الاستبيان بالقول ، "لقد أعددنا الاستبيان على أساس مقاربة اقتصادية محضة ولا يشمل أو يتطرق للخصوصية المالية أو الجبائية للمؤسسات لألنها ليست من صلاحية الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة وإنما من مسؤولية إدارة الضرائب وغيرها من الجهات الأخرى في الدولة."
وأضاف قائلا "الإحصاء يهدف فقط إلى جمع المعطيات الاقتصادية المتعلقة بالنشاط الصناعي والإنتاج في الجزائر، وهذه البيانات التي سيتم جمعها ستكون أساسية في رسم معالم السياسة الاقتصادية للبلاد على أسس ومعطيات علمية دقيقة وشفافة ، تساهم في تحسين الإنتاج المحلي وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة الجزائرية على الصعيدين الوطني والدولي.
صناعة جزائرية متطورة
وفيما يتعلق بالقطاع الصناعي، أشار زواوي إلى أن الجزائر تشهد تطورًا ملحوظًا في صناعات استراتيجية مثل الصناعة الكهربائية، التي بدأ من خلالها القطاع الخاص في غزو الأسواق الأفريقية. موضحا أن الشركات الجزائرية، ومنها "كوندور"، حققت نسب إدماج محلي مشجعة و منها الشروع في إنتاج أجهزة "الكومبريسور".
كما تحدث عن صناعة الورق، مبرزًا أن مجمع "فاديركو" استطاع أن ينتج ثلاثة أضعاف الحاجة الوطنية من هذه المادة، مما يعكس قدرة الصناعة الجزائرية على تلبية احتياجات السوق المحلية وأيضًا تصدير الفائض.
