أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الاثنين, أن الدولة لن تدخر أي جهد لتعزيز المكاسب الاجتماعية التي استفاد منها العمال,ولتحسين الإطار المعيشي والمهني لهم, تأكيدا لمبدأ الدولة ذات الطابع الاجتماعي المكرس في بيان أول نوفمبر.
وقال رئيس الجمهورية, في كلمة له بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين (69), والذكرى (54) لتأميم المحروقات, أن الجزائر قطعت أشواطا معتبرة في تجسيد الانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى تنويع الصادرات, وبأنها حققت مستويات غير مسبوقة من الصادرات خارج المحروقات.
وأوضح أن الانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى تنويع الصادرات هو "توجه استراتيجي من شأنه أن يحفظ حق الأجيال من ثرواتنا الطبيعية".
وأضاف رئيس الجمهورية أن هذا التوجه يفتح المجال أيضا أمام أنماط استثمارية مربحة في مجال ترقية الصناعات التحويلية والمقاولاتية وإنشاء المؤسسات, كما أنه يحقق الاندماج في المفاهيم الاقتصادية المعاصرة التي تعتمد على المورد البشري كطاقة محركة للمبادرة ومنتجة للثورة.
وفي هذا الإطار قال رئيس الجمهورية أن الجزائر "قطعت أشواطا معتبرة لتجسيد هذه الغايات من خلال استقطاب الآلاف من الشباب ومن المستثمرين الأجانب", كما حققت "مستويات غير مسبوقة من الصادرات خارج المحروقات".
و أضاف قائلا: "سنبقى على نفس هذه الرؤية التي ستؤهل الجزائرللانخراط وبجدارة في مسار الدول المرشحة لاحتلال مكانتها المستحقة في منتدى الدول الناشئة".
وأكد رئيس الجمهورية أن القرار الوطني التاريخي الذي اتخذته قيادة البلاد, برئاسة الرئيس الراحل هواري بومدين -رحمه الله وطيب ثراه- في مثل هذا اليوم من سنة 1971، بتأميم المحروقات هو حلقة مكملة لروح التحرر وتمكين للاستقلال الوطني الكامل.
وقال رئيس الجمهورية إن هذا القرار "يعكس صدق الإرادة ووطنية التوجه والوفاء لرسالة نوفمبر وللشهداء الأبرار"، مؤكدا بأن هذه الروح ستبقى تذكر بمآثر الرجل كقائد وطني مخلص، حريص على الطابع الاجتماعي للدولة، غيور على ثروات الجزائر وسيادتها عليها.
واستذكر السيد رئيس الجمهورية في هذا الصدد الروح الوطنية العالية التي تحلى بها المهندسون والتقنيون والفنيون، عندما رفعوا التحدي -غيرة على الجزائر- غداة استرجاع السيادة الوطنية، وتمكنوا من إبطال توقعات توقف إنتاج وتسويق مواردنا الطاقوية، معربا عن تقديره للمجهودات المتواصلة لعاملات وعمال قطاع المحروقات من أجل ضمان الأمن الطاقوي للبلاد، ومشددا على أن قرار تأميم المحروقات كان تحديا جريئا لتكريس الاستقلال الاقتصادي وبسط السيادة على ثروات البلاد ومواردها الطبيعية.
كما استذكر السيد رئيس الجمهورية بالمناسبة تضحيات جيل الرواد، الذين قادوا حركة تعبئة العمال وتجنيدهم للالتحاق بثورة التحرير المباركة، مترحما على روح الشهيد الرمز عيسات إيدير، والنقابي المناضل الفذ شهيد الواجب الوطني عبد الحق بن حمودة، وجميع رفاقهم النقابيين الشهداء.