العربي بن مهيدي .. رمز الصمود والثورة

العربي بن مهيدي
16/03/2025 - 15:56

اقتضت سُنّةُ الخالق أن يصطفي الله شهداء الوطن ليرفع درجاتهم ويعلي من شأنهم، وبينما تسرحُ أرواحهم في الجنة، تختصهم الأجيال بمكانة سامية سامقة لا تدانيها مكانة، وتُستحضر في ذكرى رحيلهم بطولاتٍ باسلة ومقاومةٍ عنيفة للمستعمر كلّلت بنيل الجزائر للحرية والاستقلال.

مضى 68 عاما عن استشهاد البطل الرمز محمد العربي بن مهيدي ( 03 مارس 1957)، شخصية ثورية بارزة أجبرت فرنسا الاستعمارية وجنرالاتها على الانحناء مرغمة والاعتراف بأن الثورة الجزائرية هي ثورة شعب بأكمله وليست ثورة أشخاص.

وقد ظل شبح الشهيد الرمز محمد العربي بن مهيدي يطارد "جلاديه" الذين تفننوا في تعذيبه دون أن ينتزعوا منه أي سرّ حول الثورة، حيث قابل كل أشكال التعذيب بابتسامة ازدراء وسخرية.

ويمثل العربي بن مهيدي بالنسبة للجزائريين رمزا للشهامة والكيَاسة، حيث كان من أوائل المشاركين في ثورة التحرير ومن مفجريها وأبرز أبطالها، وعضو لجنة التنسيق والتنفيذ التي حملت مسؤولية الكفاح المسلح، حيث انخرط في حزب الشعب سنة 1942 وشارك واعتقل في مظاهرات الثامن من ماي 1945، وكان من أوائل الشباب الذين التحقوا بالمنظمة السرية الجناح العسكري للحزب، وقاد معركة الجزائر حتى اعتقاله واستشهاده تحت التعذيب في مارس 1957.

تبييض صورة

على مدار السنين، سعت فرنسا بكل الطرق لتبييض صورتها تجاه الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها في الجزائر وقادة ثورة التحرير، حيث لم تتوان وسائل الاعلام الفرنسية في محاولة تشويه قادة الثورة والتغطية على مجازر الاحتلال، حيث نشرت صحيفة لوموند الفرنسية خبرا في السابع من مارس عام 1957، تحت عنوان "انتحار العربي بن مهيدي في زنزانته بعد حالة اكتئاب"، وذلك قبل قرابة نصف قرن من اعتراف الجنرال "بول أوساريس" بتفاصيل إعدام بن مهيدي.

وفي الفاتح من نوفمبر من سنة 2024 وبمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية اعترفت فرنسا  بمسؤولية عسكريين فرنسيين عن مقتل العربي بن مهيدي، في وقتٍ غاب عنها الاعتراف بالجرائم الإنسانية الفظيعة التي ارتكبت في حق الجزائريين ما بين عام 1830 و 1962.

المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية- عمار حمادي