كشف مدير الحظيرة الوطنية للقالة، السيد عزيز راقدي، عن شروع الجزائر في إعداد ملف تسجيل الحظيرة الوطنية للقالة ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي كتراث طبيعي، وذلك في إطار اتفاقية 1972 الصادرة عن منظمة اليونسكو للتربية والعلم والثقافة.
وأوضح راقدي، في تصريح لإذاعة الطارف، أن "هذه الخطوة تتم بتكليف من وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، السيد يوسف شرفة، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون، لإعداد ملف يخص كل من الحظيرة الوطنية للقالة وحظيرة جرجرة، بهدف تصنيفهِما كأول موقعين طبيعيين جزائريين يُدرجان ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي".
وأكد ذات المسؤول أن "التصنيف من شأنه أن يعود على المنطقة ببرامج دولية تنموية تتماشى مع مبادئ التنمية المستدامة، خاصة في مجالات السياحة البيئية، وتحسين هياكل الاستقبال والإيواء".
كما شهدت ولاية الطارف، مؤخرًا، تنظيم ورشة تأسيسية لدعم هذا المشروع، جمعت مختلف الفاعلين المحليين ضمن إقليم الحظيرة، لتبني خطة عمل مشتركة تُعزز جهود الجزائر في حماية التراث الطبيعي والبيئي.
وتأسست الحظيرة الوطنية للقالة سنة 1983، وتمتد على مساحة تفوق 80 ألف هكتار، وتُصنف منذ عام 1990 كمحمية طبيعية عالمية من قبل اليونسكو. وتعد من أكبر الحظائر الوطنية في شمال الجزائر، إذ تحتضن أربعة أنظمة بيئية متكاملة البحرية، البحيرية، الكثبانية، والغابية، ما يمنحها مكانة بيئية مميزة ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي.
وتضم الحظيرة أكثر من 150 ألف نسمة، وتتميز بثراء بيولوجي يجعل منها خزّانًا طبيعيًا نادرًا، وهو ما أهلها للعب دور رئيسي في حماية التنوع البيولوجي في شمال البلاد.
وتحتوي الحظيرة على مجمع مائي فريد من نوعه في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بمساحة تقدّر بـ 5,846 هكتارًا، مصنفًا ضمن اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية، ويضم: بحيرتا تونغا والمسطاحة السوداء مصنفتان منذ (1982)، نشعة عين خيار والمطربة السوداء (2000)، بحيرتا الملاح والزرقاء (2004)، مستنقع بورديم (2009).
كما تزخر هذه المناطق بثروة سمكية متميزة تشمل أنواعًا مثل الحنكليس، الشبوط، البوري والقشريات، التي تُستغل محليًا ويُصدر بعضها للأسواق الخارجية.
وتُعد وجهة مفضلة للطيور المهاجرة من مختلف الأنواع، مثل النحام الوردي، البط الرمادي، أبو منجل، البلشون، والغر، ما يجعلها نقطة محورية في مسارات الطيور عبر المتوسط.
وتشكل المساحة الغابية من الحظيرة نحو 70 بالمائة من مساحتها الإجمالية، وتغلب عليها أنواع نباتية مثل البلوط الفليني، الزان، الصنوبر والكاليتوس، في حين تبلغ المساحة الزراعية 15 ألف هكتار، والمساحة العمرانية نحو 1,655 هكتارًا.
من جهة أخرى، تحتضن الحظيرة نحو 110 موقعًا أثريًا تعود إلى فترات ما قبل التاريخ، منها موقعان مصنفان ضمن قائمة المعالم الوطنية، وتُعد المنطقة معروفة بـ الفن الصخري القديم الذي اكتشفته بعثات علمية أجنبية، بالتعاون مع السكان المحليين.
وأكد مدير الحظيرة الوطنية للقالة أن "الجهود الحالية تصب في هدف مشترك هو ضمان تصنيف الموقع كمحمية طبيعية عالمية، بما يعزز مكانة الجزائر في المحافل الدولية، ويُسهم في دعم البرامج البيئية والسياحية والثقافية التي تستهدف حماية التراث الإنساني المشترك".