أجمع المشاركون في الندوة الفكرية "رؤى وأفكار"، التي نظمتها القناة الإذاعية الأولى هذا الأربعاء بالنادي الثقافي عيسى مسعودي، على أهمية الاقتصاد الثقافي في الجزائر وسبل النهوض به ليصبح رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، مساهما في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أوضحت فايزة رياش، مديرة مركز فنون وثقافة، أن هذه الندوة كانت فرصة لإبراز الموروث الثقافي الجزائري والفنون الوطنية ودورهما في دعم الاقتصاد الثقافي. كما شددت على ضرورة الاستثمار في كل مقوماتنا التراثية والثقافية لبناء اقتصاد بديل عن المحروقات.
وأضافت رياش أن الجزائر، من خلال قطاع الثقافة، تعمل اليوم على إشراك المؤسسات الناشئة في مجالي الثقافة والاقتصاد الإبداعي، قائلة: "نحن بحاجة أيضا إلى استغلال التكنولوجيا الحديثة للترويج لتراثنا الثقافي، ومن ثم توظيفه في المجال الاقتصادي".
من جهتها، أكدت صديقي شفيقة، أستاذة محاضرة بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، أن الاقتصاد الثقافي يمثل تقاطعا بين علم الاقتصاد والقطاع الثقافي. وأشارت إلى أن مفهوم التنمية المستدامة أصبح اليوم مرتبطا ارتباطا وثيقا بالثقافة، حيث أضيفت كركيزة رابعة إلى الركائز الثلاث التقليدية: النمو الاقتصادي، النمو الاجتماعي، والتوازن البيئي.
أما حمزة بونوة، محافظ المهرجان الدولي للفن التشكيلي المعاصر، فقد دعا إلى ضرورة تبني سياسات ثقافية واضحة تشجع المبادرات الشبانية، وتوفر بيئة خصبة لتطوير المشاريع الثقافية على الصعيدين المحلي والدولي.
وأوضح بونوة أن سوق الفن تعد في آن واحد سهلة ومعقدة على مستوى العالم، مشيرا إلى أن حجم سوق الفن بلغ في أواخر عام 2023 أرقاما قياسية قدرت بـ65 مليار دولار، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر قائمة الدول في الصناعات الثقافية والإبداعية.
كما كشف أن الطبعة القادمة من المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر ستتضمن ورشة تكوينية موجهة للطلبة، بهدف تأهيلهم للتسويق لأعمالهم الفنية على المدى المتوسط.
ملتيميديا الاذاعة الجزائرية/ نهال ساحد