أكد الباحث في تاريخ الثورة الجزائرية وممثل وزارة المجاهدين وذوي الحقوق البروفيسور عمر بوضربة أن الخامس جويلية يمثل تاريخا لاستحضار جملة من الحقائق في مقدمتها التأكيد على أن تاريخ الاستقلال هو استعادة للحرية والسيادة وإعادة بعث الدولة الجزائرية في شكلها المعاصر .
وقال بوضربة لدى استضافته هذا الخميس ضمن برنامج "ضيف الصباح" للقناة الاذاعية الاولى بأن تاريخ ال5 جويلية مناسبة لاحياء الذكرى ال63 لإسترجاع السيادة الوطنية لأن الجزائر كانت دولة مستقلة كاملة السيادة قبل الغزو الاستعماري الفرنسي سنة 1830 وما قمنا به هو استعادة للسيادة وبناء وبعث الدولة الجزائرية المعاصرة وهذه الدولة اليوم تلعب دورا فعالا على المستوى المغاربي والاقليمي والدولي .
وأوضح البروفيسور عمر بوضربة ان ذكرى استرجاع السيادة مناسبة لاستلهام العبر والدروس والقيم "فالشعب الجزائري سلب حقه في الحرية والاستقلال وحقه في ان تكون له دولة وثوابت وبعد نضال دام 132 سنة استرجع هذه القيم الثوابت واستعاد معالم دولته وشخصيته المتميزة دوليا ..الشعب الجزائري قدم تضحيات لم يسبق لشعب في التاريخ المعاصر أن قدم مثلها و الاحصائيات تؤكد أن الشعب الجزائري قدم مابين 7 الى 10 مليون شهيد في الفترة الاستعمارية من منتصف شهر جوان 1830 الى غاية وقف اطلاق النار في 19 مارس 1962 وهي فاتورة غالية قدمها من اجل استرجاع حريته والدفاع عن سيادته ."
وبتطرقه الى التحديات التي واجهت الجزائر غداة استرجاع سيادتها في خوض معركة البناء والتشييد خاصة وأن المستدمر الفرنسي رسخ وضعا كارثيا على كافة الاصعدة وخاصة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي ففي ذلك الوقت بلغت نسبة الأمية في اوساط الشعب الجزائري ال90 بالمئة بعد ان كانت نسبة المتعلمين عشية الغزو الاستدماري الفرنسي تفوق ال90 بالمئة بشهادة الفرنسيين ذاتهم إلا أن الجزائريين رفعوا التحدي في كافة القطاعات وأثبتو جدارتهم في تسير شؤون كافة المصالح بعد استرجاعهم للسيادة.
وأضاف المتحدث ذاته قائلا "تحديات اليوم كبيرة جدا فإن كانت معركة التحرير قد انتهت لكن معركة البناء اليوم تتطلب من هذا الجيل عدة أمور في مقدمتها الوفاء للمبادئ والقيم والمثل التي استشهد لأجلها أكثر من مليون ونصف شهيد واستلهام قيم هذه الأمة من أجل انطلاقة قوية وبثبات في ظل التحديات العالمية فهذا الجيل اليوم ينبغي تحصينه واعتزازه بثوابته كي لايضيع في خضم التحولات الحاصلة وتبقى العودة الى التاريخ بمثابة بوصلة وحصانة للجيل الحالي وهي المنطلق فالذي لايملك تاريخ وثوابت لايمكنه أن يبني حاضرا أو يستشرف مستقبلا قويا ."