ستسمح العقود الموقعة من طرف الجزائر خلال معرض التجارة البينية الافريقية (4-10 سبتمبر), والمقدرة ب4ر11 مليار دولار, تضاف اليها 6ر11 مليار دولار كالتزامات تصدير, بتعزيز تنويع صادراتها والخروج من التبعية لقطاع المحروقات, حسبما أكده خبراء جزائريون, اليوم الخميس.
وأوضح الخبراء, في تصريحات ل/وأج, أن ما ميز الطبعة الرابعة لهذا المعرض لا يكمن فقط في نسبة المشاركة "القياسية" للدول والشركات العارضة, ولكن أيضا في حجم العقود المبرمة التي فاقت التوقعات ببلوغها 3ر48 مليار دولار, منها 6ر23 بالمائة (أي ما يعادل 4ر11 مليار دولار) من نصيب الجزائر, وشملت العديد من القطاعات الحيوية, وغير التقليدية التي تراهن عليها السلطات العمومية لتنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات.
وفي هذا الصدد, أبرز الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي, مراد كواشي, أهمية الصفقات التي أبرمتها الجزائر خلال هذا المعرض, والتي مست قطاعات متنوعة على غرار القطاع الصناعي بشعبه الميكانيكية, الكهربائية, الالكترونية, الحديد والصلب, الصناعة الصيدلانية, الغذائية وغيرها, المؤسسات الناشئة وقطاعات حيوية أخرى, تماشيا مع استراتيجية الدولة الرامية لتطوير هذه القطاعات والرفع من نسبة مساهمتها في الاقتصاد الوطني.
وجاءت مخرجات المعرض في طبعته الرابعة "جد ايجابية", يضيف السيد كواشي, سواء من حيث المشاركة القياسية للعارضين, حجم الاتفاقيات الموقعة, ولكن أيضا بالنظر لحضور قادة الدول والزعماء الأفارقة, "للخوض في تجارب ومشاكل القارة بشكل مباشر, بكثير من الصراحة, والاتفاق على تنسيق التعاون البيني لتحقيق اهداف التنمية القارية".
وأشار بالمناسبة الى الايمان القوي للدول الافريقية بالمقاربة الجزائرية التي تدعو الى إحداث تكامل اقتصادي حقيقي اذا ما أرادت مواجهة التكتلات الاقتصادية الأخرى, ومواجهة الازمات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن.
من جهته, اعتبر المستشار الدولي في التنمية الاقتصادية, عبد الرحمان هادف, أن حجم العقود الموقعة في المعرض لصالح الجزائر "تمثل دليلا ملموسا على فعالية هذا الحدث كمنصة حقيقية لتعزيز التعاون الاقتصادي الافريقي", كما أنها تعكس "الرغبة المشتركة في تجاوز العراقيل والتوجه نحو شراكات اقتصادية حقيقية ومثمرة", خصوصا أن توجيه الاستثمارات نحو القطاعات ذات الأولوية, يساهم بشكل مباشر في التنمية المستدامة والحد من التفاوت الاقليمي.
وأضاف بأن المعرض في طبعته الرابعة أكد مكانته كفرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي البيني بما يتيح للجزائر الانفتاح أكثر على السوق الإفريقية والاندماج في سلاسل القيمة القارية, بحيث شملت هذه الديناميكية مختلف القطاعات الاقتصادية بما في ذلك المؤسسات الناشئة التي حظيت باهتمام خاص.
كما شكل الحدث محطة محورية لتحرير رسالة جيوسياسية قوية مفادها أن مسار التكامل الاقتصادي الإفريقي يسير بخطوات ثابتة ومتسارعة, ووفر أرضية عملية للمؤسسات الإفريقية والجزائرية منها على وجه الخصوص لإبراز قدراتها الإنتاجية وعقد شراكات نوعية, يضيف المستشار الدولي.
واعتبر السيد هادف, أن اعلان الجزائر استحداث صندوق موجه لتمويل المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة افريقيا ''يكرس رؤية شاملة تجعل من الابتكار رافعة أساسية لتعزيز الاستثمار والتصدير, ويمنح بعدا إضافيا لمسار التنمية الوطنية عبر الانفتاح والتكامل مع القارة".
من جهته, يرى الخبير الاقتصادي, الهواري تيغرسي, أن طبعة الجزائر من معرض التجارة البينية الافريقية حققت "نجاحا باهرا" على جميع الأصعدة سواء السياسية, الاقتصادية وحتى الاجتماعية منها, وسمحت للمشاركين بالتعرف أكثر على السوق الافريقية, مقوماتها, امكانياتها, وما توصلت إليه, حيث كللت بنسج شراكات فاقت كل التوقعات.
ومن بين الانعكاسات الايجابية للمعرض على الاقتصاد الوطني توقيع المؤسسات الجزائرية على العديد من الاتفاقيات مع نظيراتها الافريقية, وفي مختلف المجالات, يضيف السيد تيغرسي, مما يمكن من الرفع من حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات, وهو ما تعكف عليه السلطات العمومية للخروج من التبعية لهذا القطاع.
أما أستاذ الاقتصاد, إبراهيم قندوزي, فاعتبر النتائج المحققة خلال الطبعة الرابعة للمعرض "نجاحا استثنائيا" بالنسبة للجزائر التي برهنت من خلاله على تنوع منتجاتها الوطنية و القدرات التي تتمتع بها في مختلف القطاعات والشعب خارج قطاع المحروقات على غرار السكر, الكوابل الكهربائية, الأدوية, المواد الغذائية, وغيرها.
من جانبه, يرى الخبير الاقتصادي,علي حربي, أن طبعة الجزائر لمعرض التجارة البينية الافريقية حققت نجاحا على جميع الأصعدة, سواء من حيث الاتفاقيات المبرمة, حجم المشاركة, ولكن أيضا بالنسبة للمواضيع التي تمت مناقشتها على غرار منطقة التجارة الحرة الافريقية (زليكاف).