أكد الدكتور رشيد علوش، الباحث المختص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، أن ما تقوم به الطغمة العسكرية الانقلابية في مالي تجاه الجزائر لا يعدو أن يكون استفزازات تهدف إلى تسويق صورة للداخل المالي على أنها جزء من الدفاع عن السيادة، في محاولة لصرف أنظار الشعب المالي عن المظالم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعانيها. وقد جاء هذا الطرح موافقاً لما صرح به وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف في مجلس الأمن.
وأوضح الدكتور علوش، لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" على القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن استهداف الإنقلابيين في مالي للجزائر يفتقر لأي مبرر، عدا كونه أداة لتقويض الأمن الإقليمي في منطقة الساحل. وأشار إلى أن هذا التحرك يكشف وجود قوى خارجية تدفع العسكريين الانقلابيين إلى ضرب مصداقية الجزائر ورؤيتها في معالجة قضايا الأمن والتنمية في المنطقة، خدمةً لمصالحها الخاصة.
وأضاف المتحدث أن هناك أجندات مختلفة لعدة أطراف إقليمية ودولية يقلقها الطرح الجزائري القائم على الحلول السلمية والداخلية للأزمات، وهو ما يتعارض مع مخططات تلك الأطراف الساعية لبسط نفوذها على حساب استقرار شعوب المنطقة.
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور علوش أن المقاربة الجزائرية لإرساء الأمن والسلم الإقليميين تتناقض مع مساعي القوى الأجنبية التي توظف السلطات الانقلابية في مالي لإثارة مزيد من الفوضى، مقابل ضمان بقاء هذه الأخيرة في الحكم. وأضاف أن منطقة الساحل أضحت اليوم بؤرة للتطرف العنيف ومركزاً لنشاط الجماعات الإرهابية الدولية، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وأشار الخبير إلى أن الجزائر تؤكد دوماً استعدادها لمد يد العون للشعب المالي وللشعوب الإفريقية عموماً عبر مقاربة سلمية، ما سيسهم على المدى المتوسط والبعيد في عودة مالي إلى المسار الدستوري، وإرساء مؤسسات دولة قوية قادرة على ضمان الأمن والتنمية، لافتاً إلى أن الجزائر ترفض التعامل مع الانقلابات على أساس الندية، بل على أساس الموقف القانوني الرافض لها، وهو مبدأ ثابت في الدبلوماسية الجزائرية.
وبشأن الأوضاع في المغرب، قال الدكتور علوش إن الاحتجاجات العارمة التي تشهدها المملكة تقابلها السلطات بالقمع والرصاص عوض الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب المغربي، معتبراً أن هذا النهج يصب في مصلحة القوى ذاتها التي تسعى إلى زعزعة الأمن في الساحل وشمال إفريقيا، وإلى استهداف الجزائر من خلال احاطتها بحزام من اللا أمن.
المصدر: ملتيميديا الاذاعة / م. نايت مالك