اكد المدير العام للمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة السيد كريم أعراب على أهمية توسيع المفاهيم لجرائم الاستعمار في القارة الافريقية وإبراز البعد الإنساني والبيئي لها واعتبر المؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار في افريقيا الذي ستحتضنه الجزائر نقطة تحول كبرى ستمكن من وضع خارطة طريق عملية موحدة للدول الإفريقية للمطالبة بالاعتراف وجبر الضرر الذي خلفته تلك الجرائم.
لدى استضافته هذا الخميس ضمن برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى شدد السيد أعراب على أهمية المؤتمر الدولي حول الجرائم الاستعمارية في إفريقيا من خلال خلال قدرته على توحيد الروئ والخطاب الإفريقي عبر مخرجاته التي ستصوغ بيانات مشتركة وتوصيات تمكن القارة من انتهاج منهج موحد وإضفاء الشرعية على المطالب وتأسيس الذاكرة الايكولوجية كقضية إفريقية مشتركة ووضع خارطة طريق لإنشاء لجان توثق مختلف جرائم الاستعمار في مقدمتها الجرائم البيئية في الدول الإفريقية .
وأوضح كريم أعراب كيفية إبراز البعد الإنساني والبيئي لتلك الجرائم البشعة التي اقترفها المستعمر في القارة الإفريقية من خلال عدة مستويات انطلاقا من المستوى التاريخي والأرشيفي عبر توثيق الوثائق العسكرية وتحليل محاضر استعمال الأسلحة الحارقة لنمر بعده إلى المستوى الثاني المتعلق ب المستوى الإيكولوجي والعلمي الذي يمكننا من إجراء تحاليل بيئية على التربة والهواء والماء لتحديد الملوثات المزمنة التي تدوم لسنين طويلة على غرار الإشعاعات النووية أما المستوى الثالث فهو المستوى البيئي الصحي الذي يمكننا من بناء مؤشرات للأمراض المرتبطة مباشرة بالملوثات الكميائية والنووية ومن خلال هذه المؤشرات يمكن تحليل الارتباطات بين التعرض التاريخي والآثار الصحية الممتدة للأجيال أما المستوى الرابع فهو مستوى قانوني وأخلاقي وهو جد مهم يمكننا من توظيف هذه الممارسات ضمن إطار يسمى بالاستعمار الإيكولوجي والضرر المتعمد بالنظم البيئية وهو ماسيمكننا من تأسيس الذاكرة البيئية.
وأضاف "ضيف الصباح" السيد كريم أعراب قائلا "تتوزع الجرائم عبر أربع نقاط أولا الجرائم الأكثر خطورة وهي التجارب النووية سطحية كانت أو جوفية التي أدت إلى انتشار مواد مشعة خطيرة إضافة إلى الدفن العشوائي للمخلفات النووية أما الجريمة الثانية فهي تتعلق باستعمال أسلحة لا تقل خطورة عن الأسلحة النووية وهي الأسلحة الحارقة والكيميائية المحظورة دوليا بالإضافة إلى الفسفور الأبيض ومبيدات الأعشاب بشكل كبير جدا في الشمال الجزائري على سبيل المثال وهو ما أدى إلى تدمير الغطاء النباتي واحداث خلل في التوازن البيولوجي بالإضافة إلى نهب الموارد الطبيعية من خلال استنزاف المناجم والمعادن النادرة الثمينة كالذهب والألماس والفوسفات بدون إعادة التأهيل البيئي وكذا إدخال أنماط زراعية جديدة غير ملائمة محليا وإجبار السكان المحليين على زراعات استثمارية لفرنسا وهو استنزاف أدى إلى تدهور الأراضي الزراعية."
وبتطرقه الى الأبحاث القائمة حول الذاكرة الإيكولوجية بالقارة الإفريقية أبرز المدير العام للمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة السيد كريم أعراب أن هذه البحوث لا تزال تأسيسية وفي مراحلها الأولى لسبب محدودية الوصول إلى الأرشيفات الاستعمارية ولكي نتمكن من مواصلة هذه البحوث لابد من وضع منهجية مشتركة للدول الإفريقية حتى نعزز الذاكرة الإيكولوجية ونجسدها كمسار سياسي علمي متكامل.
الإذاعة الجزائرية











