اعتبر البروفيسور مزيان سعيدي أن ما حدث للمهاجرين الجزائريين بفرنسا في 17 أكتوبر 1961 جريمة ابادة تضاف الى جرائم فرنسا في حق الشعب الجزائري الأعزل و أظهرت هذه المظاهرات التي تحولت الى ابادة تمسك المهاجرين بالقضية الوطنية واسترجاع السيادة الوطنية.
و أكد المؤرخ و الباحث الاكاديمي استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالمدرسة العليا للاساتذة البروفيسور مزيان سعيدي، لدى استضافته هذا الخميس في برنامج " ضيف الصباح" للقناة الاذاعية الأولى، أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أعطى أهمية كبيرة للذاكرة و لكتابة التاريخ الوطني، فقد أقر اليوم الوطني للذاكرة في الثامن ماي من كل سنة، فضلا على الوقوف دقيقة صمت في اليوم الوطني للهجرة، اطلاق قناة تلفزيونية مختصة "قناة الذاكرة" كما أكد في كل مرة أنه لا مساومة مع فرنسا في ما تعلق بالذاكرة الوطنية و غيرها من القرارات.
و بالنسبة لمظاهرات 17 أكتوبر 1961 فيرى البروفيسور سعيدي أنها تبين قيمة و عظمة القيادة الثورية التي عرفت كيف تفعل العمل الثوري باشراك العدد الكبير للمهاجرين الجزائريين بفرنسا المقدر ب 45 ألف جزائري في الثورة التحريرية، كما كان المهاجرون الجزائريون مصدرا مهما لتمويل الثورة بالمال، قائلا إن: الاشتراكات التي كان يدفعها المهاجرون لفديرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا شكلت 80% من الموارد المالية للثورة، حيث تمكنت الفديرالية من 1959 الى 1961 من جمع أكثر من 15 مليار فرنك فرنسي قديم".
و أضاف البروفيسور مزيان سعيدي أن ما حدث للجزائريين بفرنسا في ذلك اليوم و الأيام التي تلته هو مجزرة، حيث نتحدث اليوم عن عدد مابين 300 الى 400 جزائري رميوا في نهر السين بالاضافة الى أعداد أخرى تم شنقهم و قتلهم في مناطق أخرى بفرنسا.
كما أشار ذات المتحدث أنه في كل محطة يزداد فخرنا بتاريخنا المجيد و أبطالنا العظماء لذا وجب علينا تقديم تاريخنا أكثر و بطرق مبتكرة لان مشكل التاريخ يكمن في كيفية تبليغه للأجيال ليس فقط سرديا بل يجب تفعيله ليكون ملهما نستمد منه الدفعية في كل المجالات التنموية و السياسية.
و قبل أن يختم أكد المؤرخ و الباحث الاكاديمي البروفيسور مزيان سعيدي، أن جزائر اليوم تسير وفق خطى ثابتة لانها تستمد قوتها من تاريخها، قائلا: " قوتها في وحدتها الوطنية كما كانت ابان الثورة التحريرية، أسطولها الحربي أصبح مرعبا كما كان من قبل و منتوجاتها بدأت تغزو العالم وأبناء الجالية بالخارج يشاركون و يساهمون أيضا في التنمية الوطنية.
المصدر: ملتيميديا الاذاعة الجزائرية/ م. نايت مالك