الإذاعة الجزائرية
أكد مشاركون اليوم الخميس خلال الأشغال الختامية للملتقى الدولي للمذهب المالكي، بعين الدفلى، على ضرورة التوجه نحو نمط جديد لإدارة أموال الزكاة، مسايرة للتطورات الحاصلة.
وأجمع هؤلاء في مداخلاتهم التي نشطت اليوم الثالث والأخير لهذا الملتقى السنوي الذي ناقش في طبعته ال17 موضوع "منظومة الزكاة في المذهب المالكي، الأبعاد الحضارية و التنموية في ظل التحديات الراهنة"، على ضرورة التحول نحو نمط جديد من تسيير أموال الزكاة، لمواكبة للتطورات الحاصلة على جميع الأصعدة.
وفي هذا الصدد، تطرق عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسيني، الى مختلف الاحكام الخاصة بتعجيل وتأجيل إخراج الزكاة خلال الأزمات والظروف الطارئة، مؤكدا على أهمية "إعادة النظر في بعض الفتاوى مواكبة للمستجدات و الوقائع الحديثة، بما فيها اخراج الزكاة ما بين التعجيل والتأجيل،
ما يعكس مرونة وسماحة ديننا الإسلامي الحنيف".
كما تطرق ذات المتحدث للدوافع التي تجيز تعجيل اخراج الزكاة، إن كانت هناك مصلحة شرعية كالظروف الطارئة و الأزمات الاقتصادية أو الطبيعية، لمساعدة المتضررين منها، مستدلا ببعض الأزمات التي عاشتها بعض الدول الإسلامية التي تستدعي تعجيل إخراجها.
من جهته، اقترح الدكتور بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة سطيف1، صالح صالحي، في مداخلته إلى تأسيس "بنك وطني للزكاة والأوقاف"، يتخذ الشكل التعاضدي التعاوني ويكون ملكا لمؤسسة الديوان الوطني للزكاة والأوقاف، بهدف ترقية الدور الاقتصادي، النقدي، المالي و الاستثماري لأموال الزكاة.
ويتلخص دور هذا المشروع المندرج في إطار عصرنة و تحديث منظومة إدارة أموال الزكاة في المرافقة الاستثمارية والخدمات والاعمال المصرفية والوساطة النقدية، بدل الإكتفاء بتحصيل وتوزيع أموال الزكاة، حسب نفس الدكتور المحاضر.
بدوره، استعرض الدكتور عبد الله ابراهيمي، من جامعة الأغواط، نسخة تجريبية لمنصة رقمية جديدة لتحصيل وتوزيع الزكاة تحت اسم "زكاتك"، متوفرة أيضا للجالية الوطنية المقيمة بالخارج، وذلك في سياق مجاراة التحول الرقمي الذي تشهده مختلف القطاعات.
وتضم هذه المنصة الرقمية الجديدة عدة فضاءات منها الخاصة بحساب قيمة الزكاة الواجب إخراجها بناء على المعطيات المتوفرة الخاصة بسعر الصرف وقيمة المعادن الثمينة، وأخرى تخص طريقة الدفع.
يذكر أن الطبعة ال17 لهذا الملتقى الدولي السنوي، عرفت مشاركة ثلة من العلماء والدكاترة و شيوخ الزوايا من مختلف ولايات الوطن و من الخارج كسوريا، لبنان، الأردن، قطر، السعودية، مصر، نيجيريا والسودان، وتضمنت إلقاء عشرات المداخلات التي تناولت في مجملها الأبعاد الروحية والاقتصادية للزكاة.
