المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بالجزائر: محطة محورية لتطوير النظم البيئية للابتكار في القارة

المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بالجزائر: محطة محورية لتطوير النظم البيئية للابتكار في القارة

المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بالجزائر
05/12/2025 - 17:25

يشكل المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة, التي ستحتضن الجزائر العاصمة طبعته الرابعة بين 6 و8 ديسمبر 2025, محطة محورية في مسار تطوير الأنظمة البيئية للابتكار في القارة, بالنظر إلى دوره المنتظر في تعزيز التمويل, تطوير الحاضنات, وفتح آفاق جديدة للولوج إلى الأسواق, حسبما أفاد به لوكالة الأنباء الجزائرية مسؤولو حاضنات أعمال.

وفي هذا الإطار, يتوقع المدير العام لحاضنة "لينكوبايتور", عبد الفتاح حريزي, أن تحدث طبعة 2025 من المؤتمر أثرا "قويا" على ثلاثة محاور أساسية تشكل العمود الفقري لنمو المؤسسات الناشئة في إفريقيا, وهي التمويل والمهارات والنفاذ إلى الأسواق.

وأوضح أنه على مستوى التمويل, سيسمح حضور المستثمرين والصناديق السيادية والمؤسسات المالية والبرامج الإفريقية بفتح قنوات تمويل جديدة تتلاءم مع خصوصيات القارة, بما يدعم مراحل النمو المتقدمة للمؤسسات الناشئة.

كما سيساهم المؤتمر في تعزيز قدرات رواد الأعمال وهياكل الدعم, من خلال مشاركة خبراء أفارقة ودوليين يقدمون محتوى تدريبيا موجها حول النمو, التوسع الدولي, وولوج الأسواق, يضيف السيد حريزي, الذي ذكر أن المؤتمر يوفر إطارا لربط الحلول المبتكرة للشركات الناشئة بأسواق جديدة, بما يمكنها من التموقع في قطاعات استراتيجية متعددة.

وأشار المدير العام إلى أن الحاضنات ينظرون إلى هذه الطبعة كفرصة للتواصل مع نظيراتها عبر القارة, وتبادل الخبرات والممارسات المثلى, مما يساعد على إثراء رؤيتها وتعزيز برامجها وخبراتها القطاعية, معتبرا أن المؤتمر يلعب دورا محوريا في إبراز هياكل الدعم وإقامة شراكات مستدامة مع مراكز الابتكار الإفريقية.

في هذا السياق, أشار السيد حريزي إلى أن "لينكوبايتور" ستشارك خلال المؤتمر ضمن فعالية مخصصة لمرافقة الشركات الناشئة الناشطة في مجال الاقتصاد الأزرق, الذي أكد أنه قطاع واعد قادر على توفير قيمة مضافة كبيرة عبر شراكات بين مختلف الفاعلين الأفارقة.

وبخصوص فرص الشراكات المتوقعة, أوضح المتحدث أن المؤتمر الذي يجمع على مدى ثلاثة أيام المؤسسات العمومية, المستثمرين, الممولين, وهياكل دعم الابتكار في فضاء واحد, يوفر أرضية خصبة لبناء آليات تعاون أكثر هيكلة وملاءمة لاحتياجات الأنظمة الريادية الإفريقية.

وعليه, حدد حريزي ثلاث فرص رئيسية ستتيحها هذه الطبعة, وتشمل الشراكات المؤسساتية لربط وتنسيق آليات دعم الابتكار على المستوى القاري, التعاون العملياتي بين الحاضنات, والتقارب مع المستثمرين لوضع آليات تمويل موجهة لدعم مراحل التوسع والنمو.

بدوره, لفت أحد مؤسسي حاضنة الأعمال "ديزاد حاضنة تاك", عدلان شاوش, إلى أن الطبعة الرابعة من المؤتمر تشكل "موعدا مهما "بالنسبة للحاضنات والهيئات الداعمة لريادة الأعمال, والتي تنتظر منها تعزيز قدراتها على مرافقة الشباب أصحاب الأفكار المبتكرة, لا سيما عبر توفير برامج تكوين متقدمة, ولقاءات ثنائية, والتواصل مع المستثمرين والخبراء, وكذا بناء شراكات إفريقية-إفريقية طويلة المدى.

كما يمثل المؤتمر فرصة لتعزيز الشراكات بين مختلف الاطراف الفاعلة من خلال جمعهم في فضاء واحد لمناقشة الرؤى وتنسيق الجهود, حسب السيد شاوش الذي لفت إلى أن المؤتمر يتيح إمكانية تطوير آليات جديدة للتمويل, وتسهيل مبادرات التعاون بين القطاعين العام والخاص, بما يخدم الشركات الناشئة ويقوي محيط الابتكار في إفريقيا.

من جانبه, أبرز محمد علي قوادرية, رئيس مركز الابتكار لعنابة (وهو أحد عشر مراكز عمومية أطلقتها وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة في مختلف أرجاء البلاد) أهمية طبعة 2025 من المؤتمر, بالنظر إلى تأثيرها المتوقع على التمويل, التكوين والولوج إلى الأسواق القارية والدولية.

في هذا الإطار, توقع السيد قوادرية أن يتميز الحدث بارتفاع معتبر في تدفقات رؤوس الأموال نحو المؤسسات الناشئة, خاصة تلك الناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي, لافتا إلى أن المؤتمر يشكل منصة مثالية لربط هذه الشركات بصناديق استثمارية إقليمية ودولية.

أما في ما يتعلق بالتكوين, فأبرز المتحدث أن المؤتمر يتيح فرصة لتسريع احترافية أصحاب المؤسسات الناشئة, من خلال تنظيم حصص تدريبية عملية حول التوسع الدولي, الحوكمة, وتطبيق التكنولوجيات الناشئة, مشيرا إلى أن مراكز الابتكار تسعى من خلال هذا الحدث إلى دمج أفضل الممارسات العالمية داخل برامجها الموجهة للمؤسسات الناشئة.

ويرى قوادرية أن محور الولوج إلى الأسواق هو "الأكثر إستراتيجية", بالنظر إلى ما يوفره المؤتمر من رؤية قارية ودولية واسعة للمؤسسات الناشئة, إضافة إلى كونه يشكل إطارا مهيكلا لتوقيع شراكات تجارية وفتح أبواب نحو أسواق إقليمية جديدة.

وبخصوص فرص الشراكة التي يوفرها المؤتمر, لفت المتحدث إلى أن هذا الأخير يشكل فضاء لتعزيز "المثلث الذهبي" للنظام البيئي, والذي يضم هياكل الدعم, المؤسسات العمومية والمستثمرين, مشيرا إلى أن المؤتمر سيسمح بالانتقال من النقاشات غير الرسمية إلى "شراكات مؤسساتية ملموسة".

المصدر
وأج