الإذاعة السرية.. صوت الثورة الذي هزم الدعاية الاستعمارية

الاذاعة السرية
16/12/2025 - 09:46

تحيي الإذاعة الجزائرية، هذا الثلاثاء، الذكرى الـ69 لتأسيس الإذاعة السرية، وهو حدث هام يستحضر فيه الجزائريون دور الإعلام في شحذ همم الثوار وتحريك الروح النضالية والثورية ضد الدعاية الاستعمارية المغرضة.

ولم تكن الإذاعة السرية الجزائرية، التي تأسست بتاريخ 16 ديسمبر 1956 بأمر من قيادة الثورة، وعلى رأسهم المجاهد الراحل عبد الحفيظ بوصوف، الذي كان آنذاك قائدًا للولاية الخامسة، مجرد صوت يُبث عبر الأثير، بل كانت منبرًا ثوريًا يتلقفه الثوار في ساحات الوغى، ورسالة نضالية نبيلة يتحسسها المتضامنون مع الثورة من خارج الجزائر.

معركة الأثير ضد معركة السلاح..

وكانت العبارات الأولى لانطلاق بث الإذاعة السرية: "هنا إذاعة الجزائر حرة مكافِحة.. صوت جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني يخاطبكم من قلب الجزائر"، بمثابة تحدٍّ كبير للاستعمار الفرنسي، الذي سعى بكل الطرق إلى وأد الثورة.

وفي ظرف وجيز، استطاعت عبر أمواجها الأثيرية أن تكون الذراع الإعلامية التي ساهمت في تحقيق حلم المجاهدين بالدفاع عن القضية الجزائرية العادلة وبعث الثقة في نفوس الثوار والمجاهدين، وذلك بفضل المساهمة الكبيرة للراحل عيسى مسعودي في إيصال صدى الثورة الجزائرية إلى الخارج، حيث كان صوته القوي مؤثرًا في نفوس الجزائريين ومثيرًا للرعب في نفوس المستعمر.

إعلام ثوري مقاوم

ويؤكد أستاذ التاريخ، زهير حمام، في تصريح لـ"ملتيميديا الإذاعة الجزائرية"، أن تأسيس الإذاعة السرية سمح بدفع الثوار وتحسيسهم بأهمية المشاركة في الكفاح المسلح، ومواجهة الدعاية الاستعمارية التي كانت تحاول دائمًا التقليل من شأن الثورة الجزائرية، مشيرًا إلى أنها كانت أداة وطنية لتوحيد الصفوف وتعزيز الروح الوطنية بين مختلف المناطق الجزائرية، متجاوزة كل الحواجز والحدود التي وضعها الاستعمار الفرنسي.

أستاذ التاريخ زهير حمام

وأشار المتحدث ذاته إلى أن تأسيس الإذاعة السرية كان بمثابة نواة لتشكيل جيل من الإعلاميين الملتزمين بالقضايا الوطنية والاجتماعية، مشددًا على أن هذه اللحظة التاريخية تمثل رمزًا للمقاومة والإبداع الإعلامي في خدمة الوطن، كما تُبرز مدى أهمية العمل الإعلامي المستقل في تعزيز أواصر الوحدة والصمود في وجه التحديات التي عرفتها الثورة التحريرية. وكانت الإذاعة منصة لتعبئة فكرية وثقافية شاملة دعمت القيم الوطنية وحافظت على الهوية الجزائرية في مواجهة محاولات الاستعمار الفرنسي طمسها.

هوية لا تُطمس..

وشدد حمام على ضرورة استذكار هذه المحطات التاريخية من خلال التذكير برموز الثورة التحريرية، ومن بينها تاريخ تأسيس الإذاعة السرية، معتبرًا هذا التاريخ منطلقًا حقيقيًا لجميع الفاعلين في المجتمع لإدراك أهمية الإعلام، بما فيه الصحافة، في دعم الحركة الوطنية. كما لفت إلى أن التطور التكنولوجي أصبح منفتحًا على الآخر، ما يستوجب استغلاله لتعزيز اللحمة الوطنية والحفاظ على الهوية الجزائرية.

أستاذ التاريخ زهير حمام

المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية- عمار حمادي

المصدر
وأج