استذكر وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, اليوم الخميس, خصال الفقيد المجاهد والدبلوماسي ووزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى, داعيا الشباب إلى الاقتداء بهذه الشخصية "النموذجية".
وفي كلمة له خلال ندوة نظمت بمناسبة الذكرى الـ 40 لاستشهاد الفقيد , قال لعمامرة إنّ هذه المحطة تعد "ذكرى مهمة للجزائر ولكل الشعوب التواقة للسلام ومناسبة عزيزة لوزارة الشؤون الخارجية والأسرة الدبلوماسية الجزائرية، لاسيما وأنها تقام بمقر وزارة الشؤون الخارجية الذي يحمل اسم شهيد الواجب محمد الصديق بن يحيى".
إحياء الذكرى الأربعين لرحيل شهيد الواجب الوطني والدبلوماسية الجزائرية والعالمية محمد الصديق بن يحيى: مناسبة لاستحضار خصال ومسار الفقيد كرجل ثورة ورجل دولة ساهم باقتدار في مرحلتي النضال ثم البناء والتشييد بعد الاستقلال، مُوّرثاً نموذجا متميزا تحتذي به الأجيال الحالية والقادمة. pic.twitter.com/7q2wEFHZXB
— Ramtane Lamamra | رمطان لعمامرة (@Lamamra_dz) May 5, 2022
وتابع لعمامرة: "نقف اليوم وقفة إكبار وإجلال على روح شهيد الواجب والدبلوماسية الجزائرية والعالمية, الشهيد الذي كرس حياته لخدمة الجزائر كمناضل ومجاهد ومفاوض بارع إبان الثورة التحريرية المجيدة ,فكان رجل ثورة قبل أن يكون رجل الدولة".
وأبرز قائد الدبلوماسية الجزائرية أنّ الفقيد "ساهم في كل مراحل البناء والتشييد وأدى أدوارا حاسمة في مراحل عديدة في حياته, فبالإضافة إلى تقلده مناصب دبلوماسية مهمة شارك كذلك في تصور ووضع المناهج والافكار والخطط التي طبقت أيام الرئيس الراحل هواري بومدين بحيث قدم دورا في السياسات الداخلية وأدى مهام بكل جدارة واقتدار".
وذكر الوزير أنّ الشهيد "مارس الدبلوماسية قبل ميلاد الدبلوماسية الجزائرية العصرية, فمارسها أولا عندما بذل قصارى جهده لجمع شمل الشباب الجزائري على مقاعد الجامعات, بحيث كان دوره أساسيا في إنشاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين, فهذا الجهاز العظيم -يضيف الوزير-- وفر للكفاح المسلح مجموعة هائلة من الإطارات الكفؤة والملتزمة الذين انتشروا عبر العالم وقاموا بأعمال جبارة من أجل حشد الدعم للثورة التحريرية.
وبالمناسبة, تلى لعمامرة, خلال هذه الندوة التي حضرها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري, أحمد راشدي و أعضاء من الحكومة وممثلين عن الأسرة الثورية والمجتمع المدني, قائمة البعثة التي رافقت الفقيد بن يحيى"في رحلة السلام, رحلة نهاية الحياة", كما وصفها السيد لعمامرة.
بوسليماني: "الشهيد ترك بصمة فارقة"
أعرب وزير الاتصال محمد بوسليماني عن فخره و اعتزازه "بالانتماء إلى وطن أنجب عظماء أمثال الفقيد بن يحيى", الذي كان "رجل ثورة ورجل دولة و رجل سلام".
وبعد أن عرج على أبرز محطات مسيرته النضالية, ذكر بوسليماني ب "البصمة الفارقة التي تركها الشهيد أثناء تقلده لمنصب وزير الثقافة و الإعلام ودوره في تنظيم القطاع من خلال إصدار لأول مرة القوانين الأساسية لوسائل الإعلام الجزائرية آنذاك ومساهمته الفعالة في فتح باب التفكير حول سن القانون الاساسي للصحافي الذي نتكلم عنه حاليا".
بدوره, اعتبر وزير المجاهدين وذوي الحقوق,العيد ربيقة, أنّ إحياء الذكرى تعد "تكريسا لرسالة الفقيد ونضالاته وعرفانا برمزيته لأجيال الامس واليوم وفي الوقت نفسه تعد وقفة إكبار إزاء النجاحات المنشودة التي تحصدها دبلوماسية الجزائرية اليوم تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, و مساهمته الفعالة في استتباب الأمن والسلم في المحيط الاقليمي والدولي وتعزيز فرص الحوار والتعاون في العالم الذي تتسم أحداثه بالتسارع والتشابك والتعقيد وذلك في سبيل خدمة الوطن".
من جهته, وصف وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان ,الشهيد بـ "مهندس الاصلاح في التعليم العالي عن جدارة ", مذكرا بمساهمته الفعالة في هيكلة القطاع التي ارتكزت على عدة مبادئ منها الالتزام بالطابع الديمقراطي للولوج إلى الجامعة ومجانية التعليم والاستفادة من الخدمات الجامعية.
أما وزير المالية عبد الرحمان راوية, فأشار من خلال مداخلته إلى المساهمة "القيمة" للفقيد بن يحيى خلال تقلده منصب وزير المالية ودوره في بناء أسس متينة للاقتصاد الوطني الرامية إلى تحسين الاوضاع المعيشية للمجتمع الجزائري.
بدوره قدم راشدي , شهادة حية حول المسيرة النضالية الحافلة للشهيد, الذي كان من أبرز رفقائه, معرجا على أهم المحطات التاريخية التي جمعته به.
و أبرز أنّ "أعمال الشهيد تجعله حيا في ذاكرتنا وتاريخ الجزائر", معلنا عن إمكانية "انتاج فيلم وثائقي عن فقيد الجزائر".
وشهدت هذه الندوة عرض شريط وثائقي حول المسيرة النضالية للمرحوم إلى جانب تكريم عائلته, حيث تسلم التكريم ابن أخ الفقيد, عبد المالك بن يحيى الذي توجه بالشكر إلى رئيس الجمهورية والقائمين على تنظيم هذه الندوة.