الذكرى 74 للنكبة... الاحتلال الصهيوني يمُعن في جرائمه وفلسطين تُصرّ على العودة

النكبة
15/05/2022 - 00:52

يستحضر الشعب الفلسطيني، اليوم، الذكرى الـ 74 لـ "النكبة"، اليوم الأكثر دموية وتهجيرا للفلسطينيين من أرضهم التاريخية، في ظل مواصلة الكيان الصهيوني لجرائمه المتعددة الأشكال بحق الفلسطينيين، وفرض الاحتلال كأمر واقع، بينما يتشب هذا الشعب المناضل أكثر من أي وقت مضى، بأهدافه الوطنية وبحقوقه المشروعة في العودة إلى دياره وإقامة دولته المستقلة.

ويرمز يوم "النكبة" المشؤوم الذي يصادف 15 ماي من كل عام، إلى ميلاد كيان صهيوني في قلب الأمة العربية والإسلامية على أرض فلسطين التاريخية، حيث قامت الحركة الصهيونية في هذا اليوم من سنة 1948، بالاستيلاء على أغلبية الأراضي الفلسطينية وطرد وتشريد قرابة 950 ألف فلسطيني من أراضيهم وتوزيعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، حسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.

سبعون مجزرة خلال عامين..

واستنادا للمصدر ذاته فإن "عصابات الإجرام الصهيوني" ارتكبت خلال السنتين 1947 و1948 أكثر من سبعين مجزرة في مدن وقرى فلسطين التاريخية، وقتلت أكثر من15 ألف فلسطيني وأزالت مئات القرى والتجمعات الفلسطينية عن الوجود، الأمر الذي شكل "بداية مأساة شعب بأكمله"، ليطلق على هذا اليوم يوم "النكبة".

في المقابل فتح الاحتلال، باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية على مصراعيه وعمل على جلب مستوطنين جدد من شتى بقاع المعمورة وسعى إلى لتهويد الأراضي والمقدسات الفلسطينية وتزييف الحقائق والتاريخ على حساب أصحاب الأرض الأصليين.

ووفقا للإحصاء الفلسطيني، تغتصب القوة القائمة بالاحتلال حاليا، أكثر من 85 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كلم مربع، ويعيش فيها قرابة سبعة ملايين محتل صهيوني.

سرطان الاستيطان

ومع ذلك يرى المراقبون للمشهد الفلسطيني، أن "المشروع الصهيوني لم يكتمل بعد في فلسطين التاريخية"، لأن المخطط يستهدف الاستيلاء على كامل مساحة فلسطين وترحيل جميع أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم وممتلكاتهم.

ولعل ما يؤكد هذا المشروع، هو مصادقة الاحتلال وقبل يومين من حلول الذكرى الـ 74 للنكبة، على قرار إقامة 4000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، على حساب 12 قرية فلسطينية، ضاربة عرض الحائط مواقف المجتمع الدولي الذي أجمع على اعتبار الاستيطان "غير قانوني ومخالف لقرارات الشرعية الدولية".

وردا على هذا المخطط، طالبت القيادة والقوى والمنظمات الأهلية الفلسطينية بـ " تدخل فوري" للأمم المتحدة ومؤسساتها ذات العلاقة لوقف هذا "التغول الاستيطاني" واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تنفيذ هذا المشروع، الذي يدخل في إطار نهج الاستيطان الذي دأبت عليه حكومات الاحتلال المتعاقبة والذي "يعتبر تعديا واستهتارا سافرا بكل الدعوات والمناشدات الدولية التي تطالب بوقف الاستيطان".

جرائم الحرب مستمرة

وإلى جانب ذلك، تحل ذكرى النكبة الفلسطينية، في سياق تصعيد الاحتلال لجرائمه ضد الفلسطينيين العزل ومقدساتهم وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك، الذي يكثف المستوطنون وقوات الاحتلال اقتحامهم لباحاته، لفرض التقسيم الزماني والمكاني على الحرم القدسي الشريف، فضلا عن ارتفاع نسبة هدم المنازل والاخلاء القسري لبيوت الفلسطينيين لصالح المستوطنين اليهود، إلى جانب ممارسات القتل والاعتقال والإبعاد التي ترتقي إلى "جرائم حرب"، حسب عديد من القوى الفلسطينية والمنظمات الدولية.

وقد أدى تكثيف قوات الكيان الصهيوني والمستوطنين "استفزازاتهم" واقتحاماتهم للمسجد الأقصى للاحتفال بما يعرف بـ"عيد الفصح" اليهودي، الذي تزامن مع شهر رمضان هذا العام، إلى اندلاع موجة توتر صاحبتها مواجهات خلفت عشرات الجرحى والمعتقلين الفلسطينيين.

ويندرج تكرار الاقتحامات للمسجد الاقصى المبارك، في إطار مخطط تغيير معالم مدينة القدس وطابعها التاريخي وتركيبتها الديمغرافية لطمس هويتها العربية والإسلامية، وصولا إلى تحقيق مشروع تصفية القضية والوجود الفلسطينيين.

شيرين أبو عاقلة.. غصة في حلق الاحتلال

وفي سياق الحرب المفتوحة على كل ما هو فلسطيني، تدخل جريمة اغتيال الاحتلال للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة" الجزيرة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل متعمد خلال تغطيتها عملية اقتحام جنود الاحتلال الصهيوني لمخيم جنين في الضفة الغربية، رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة، وهي جريمة هدفت إلى لـ " إسكات الحقائق والتغطية على الجرائم" الصهيونية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومقدساته.

ولتأكيد تمسكهم بحقهم الشرعي في أرضهم المغتصبة والذي تقره الشرعية الدولية، يواصل الشعب الفلسطيني نضاله بمختلف الوسائل والأساليب المتاحة، بما فيها المرابطة في المسجد الأقصى والوقوف في وجه الاقتحامات المتكررة للبلدات والقرى والمدن وشن الاضرابات والوقفات الاحتجاجية والاضراب عن الطعام.

ويؤكد الفلسطينيون على أنه رغم كل السنين التي مرت، إلى أنه لازال متسلحا بحقه في العودة إلى الوطن الأم فلسطين، الذي أجبر على هجره بعمل ممنهج تمثل في مجازر القتل والسلب والدمار.

الرئيس الفلسطيني: الصمود على الأرض هو الرد الأمثل على عقلية التطهير العرقي  والاستيطان والتهويد

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الصمود على  الأرض والتمسك بها والبقاء عليها مهما بلغت الصعاب والتعقيدات وجرائم الاحتلال الصهيوني الوحشية هو الرد الأمثل على النكبة وعلى عقلية التطهير العرقي والاستيطان والتهويد.

وقال الرئيس الفلسطيني في تصريح له امس السبت في الذكرى الـ74 للنكبة الذي يصادف اليوم الاحد ي أن الحقيقة الأهم والأكثر سطوعا على امتداد الصراع هي أن الشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمته أو كسر اراداته لأنه ببساطة صاحب حق وصاحب قضية عادلة لا يمكن طمسها بروايات زائفة.

ودعا  قادة الاحتلال إلى أن "يخرجوا من دائرة نفي الآخر العمياء التي ثبت عقمها وفشلها ودائرة التنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينيي المعترف بها في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة"..  مشيرا إلى أن سياسية الهروب إلى الأمام التي تمارسها الحكومات الصهيونية  برفضها الحقيقة الفلسطينية لن تجلب لأحد الأمن والاستقرار.

وأكد أن الشعب الفلسطينيي الذي رفض وعد بلفور قبل أكثر من 100 عام لأنه يلغي وجوده كشعب ويلغي حقوقه السياسية في وطنه التاريخي وقاوم هذا الوعد بشتى السبل لن يقبل التنازل عن أي حق من حقوقه.

ودعا الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي إلى التخلي عن صمته وعن سياسة الكيل بمكيالين التي كانت سببا في امعان الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائمها والتنكر  لحقوق الشعب الفلسطيني وسببا في ضربها بعرض الحائط كل جهود التسوية.