أكدت المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا، في بيان لها، الأحد، انخراطها في مساعي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى لم الشمل ورص الصفوف والجامعة لكل أبناء الجزائر، مشيرة أن هذا المسعى النّبيل يتوافق تماما مع العقيدة والأسس التي نشأ عليها رجال وأعلام ومريدي الطريقة القادرية المتشبعين بالروح الوطنية.
وفي بيان وقعه شيخها الأستاذ الحسن حساني بن محمد الشريف، أعلنت المشيخة تأييدها ومباركتها وانخراطها في ذات المساعي النبيلة، التي من شأنها "تمتين اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية وتفويت الفرص على المتربصين الذين يستهدفون أمن الجزائر واستقرار مؤسساتها وسكينة شعبها"، مؤكدة إيمانها "بما تقتضيه المرحلة الحالية من بناء للمؤسسات وإرساء لقواعد الجزائر الجديدة، وفي الوقت الذي تتزاحم فيه التحديات الداخلية والخارجية على وطننا، الشأن الذي يجعلنا يقول بيان الطريقة القادرية “على أهبة الإستعداد للإنخراط في المسعى الوطني المحمود اليد الممدودة، من أجل لم الشمل واستكمال بناء الجزائر الجديدة التي تؤسس لعهد جديد من المجد والتمكن إقليمياً ودولياً".
وربط شيخ الطريقة القادرية الأستاذ الحسن حساني، المبادرة بالتاريخ الحافل بالمبادرات والبطولات قائلا "إن إحتضان اليد الممدودة الساعية للم الشمل، ما هو إلا امتداد لتضحيات الشعب الجزائري وبسالة رجاله وشجاعة أبطاله قبل ستين سنة، عندما هبوا لتحرير الوطن من قيود الإستبداد.
وتابع قائلا، إذ تستذكر تضحيات شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأبطال بمناسبة الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، فإننا نترحم كذلك على رجال ومشائخ الطريقة القادرية، الذين لبوا نداء الجهاد في سبيل تحرير الوطن واستقلاله والتصدي لكل المحاولات التي استهدفت طمس الهوية الوطنية والثوابت الدينية والمقومات اللغوية والتراثية.
وشدد البيان: أنه بعد ستون سنة من الإستقلال، "تجدد الطريقة القادرية، العهد مع الأسلاف أمام تحدي تعزيز الجبهة الداخلية لوطننا، لنؤكد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الشعب الجزائري ومكاسبه المحققة، وقوف أبناء الجزائر الأوفياء قيادة وشعباً في مواجهة مخططاتهم، وتحقيق ما يصبوا إليه أبناء هذا الوطن الغالي من غد أفضل تتوفر فيه أسباب العيش الرغيد وتحقيق الأمن والسكينة والإستقرار"، وهذا "ما تلمسه اليوم بوضوح، الطريقة القادرية من خلال مساعي رئيس الجمهورية، في مجال تأمين السلم الإجتماعي وتحقيق الرفاه وتعزيز الحكم الراشد وتحقيق العدالة الإجتماعية وإزالة الفوارق والتمييز..".
وانطلاقا من كل ذلك، ختم البيان قائلا،"ستظل المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا على عهدها في خدمة الوطن ملبية لأي نداء تحتاج فيه الجزائر من أبنائها موقفاً لمواجهة التحديات الداخلية والتربصات الخارجية"، وستظل كذلك مدرسة روحية يتخرج على أيدي مشائخها الآلاف من الإطارات المسخرين لبناء هذا الوطن ومحاربة الأفكار الدخيلة ولم شمل الشعب الجزائري حول قيادته ومؤسساته ومرجعيته الوطنية القائمة على حب الوطن والذود عنه والتضحية في سبيله".