وقعت 45 منظمة دولية على بيان مشترك، يدين الهجوم الدموي للشرطة المغربية واستخدامها القوة المفرطة، الجمعة الماضية، ضد مهاجرين غير شرعيين أفارقة حاولوا اجتياز جيب مليلية الإسباني، الأمر الذي أسفر عن مقتل 23 هاجرا وإصابة العشرات بجروح، حسب حصيلة رسمية.
وأدانت المنظمات الدولية الموقعة على البيان، الذي نشر على الصفحة الرسمية للجمعية المغربية لحقوق الانسان (فرع الناظور)، غياب التكفل السريع بالمهاجرين الجرحى، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الحصيلة المسجلة، وطالبت ب"التكفل الصحي الملائم والجيد بكل الأشخاص قيد الاستشفاء عقب هذه المأساة".
ووصفت المنظمات الاعتداء الدموي للقوات النظامية المغربية على المهاجرين غير الشرعيين ب"المأساة"، لافتة إلى أن الأمر "رمز مأساوي للسياسة الأوروبية القائمة على اسناد حدود الاتحاد الأوروبي للخارج، بتواطؤ بلد من الجنوب والمتمثل في المغرب".
وتابعت بالقول: "إن موت هؤلاء الشباب الأفارقة على حدود القلعة الأوروبية، يحذر بشأن الطبيعة القاتلة للتعاون الأمني في مجال الهجرة بين المغرب وإسبانيا" .
وعادت المنظمات إلى التذكير بأن سياسات العنف المنتهجة من قبل السلطات المغربية ضد المهاجرين ليست بالجديدة، مستدلة بوضع المهاجرين المتواجدين في العديد من المدن المغربية من بينها الناظور ونواحيها، حيث "جرى حرمانهم، منذ أكثر من عام ونصف، من الأدوية ومن العلاج، بل وتتعرض مخيماتهم إلى الحرق وممتلكاتهم للنهب، وموادهم الغذائية الهزيلة للتخريب، والقليل من المتاح لهم من ماء الشرب للمصادرة".
واعتبرت أنه من كل ما سبق، فإن الأمر "كان ايذانا بهذه المأساة المكتوبة مسبقا"، مذكرة في هذا الصدد، بأن المهاجرين المتواجدين بالناظور، لطالما تعرضوا للعنف الممنهج من قبل القوات النظامية الإسبانية والمغربية.. إنها ممارسات مدانة من طرف هيئات وطنية وإقليمية ومن قبل الأمم المتحدة".
وطالبت المنظمات الدولية في بيانها، ب "فتح تحقيق قضائي مستقل فوري من الجانبين المغربي والإسباني، وعلى الصعيد الدولي، لكشف كامل الحقيقة بشأن هذه المأساة الانسانية"، كما دعت، التمثيليات الدبلوماسية للبلدان الإفريقية الحاضرة في المغرب، إلى "تحمل كامل مسؤولياتها في مجال حماية مواطنيها عوض التواطؤ مع السياسات الجارية".
وشددت هذه المنظمات، على ضرورة قيام المنظمات وحركات الدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن حقوق الأشخاص المهاجرين ب"التعبئة في هذه اللحظة الحرجة، حيث الحق في الحياة مهدد أكثر من أي وقت مضى".
ويذكر أنه من بين المنظمات الموقعة على البيان المشترك، على سبيل الذكر لا الحصر، جمعية مساعدة المهاجرين في حالة ضعف المغربية، كوميناندو فرانتيراس الاسبانية، شبكة اليقظة لحقوق الانسان الموريتانية وجمعية الأقلية في الأرض.
وكانت السلطات المغربية، قد أعلنت السبت الماضي، عن مقتل 23 مهاجرا إفريقيا وإصابة العشرات بجروح، خلال محاولة هجرة غير شرعية لاجتياز جيب مليلية الاسباني.
يشار إلى تضارب الأنباء عن العدد الحقيقي للقتلى في هذه المجزرة المروعة، فبينما تحدثت صحيفة "الموندو" الإسبانية عن 27 قتيلا وحوالي 200 جريح، أكدت صحيفة "لارازون" الإسبانية أن العدد الحقيقي للضحايا هو 45 بين المهاجرين الأفارقة.