أجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون لقاءه الدوري مع الصحافة الوطنية، الذي بث مساء اليوم الأحد على القنوات الإذاعية والتلفزيونية الوطنية تطرق فيه إلى مسائل هامة تخص الشأن الوطني والدولي.
رفع الأجور ومنحة البطالة
أكد رئيس الجمهورية، التزامه برفع أجور العمال ومنحة البطالة، و ذلك بالنظر إلى "المداخيل الإضافية" التي حققها الاقتصاد الوطني.
وقال رئيس الجمهورية "ألتزم برفع الأجور وحتى علاوة البطالة، خاصة مع تحسن المداخيل المالية للبلاد".
وتابع قائلا بأن المعركة التي تخوضها الدولة في الوقت الحالي تتمثل في استرجاع وصون كرامة المواطن الجزائري، مضيفا بأن هذه القرارات سيتم إدراجها في قانون المالية لسنة 2023 من خلال رفع النقطة الاستدلالية أو رفع الأجور مباشرة الى حد معقول.
وأوضح بهذا الخصوص أن هناك "إمكانية لرفع الاجور عبر قرار واحد أو بطريقة تدريجية على مدار السنة"، مؤكدا على ضرورة اتخاذ "اجراءات دقيقة حتى لا يكون هناك توزيع للريع يساهم في خلق التضخم".
واضاف رئيس الجمهورية أن الإمكانيات التي تحوزها الجزائر تجعلها قادرة، على المدى المتوسط، على استرجاع قيمة الدينار.
جيشنا مسالم ويواصل مهمته في حماية الوطن
وأكد رئيس الجمهورية أن الجيش الوطني الشعبي "مسالم ويواصل مهمته في حماية الوطن، وفاء لرسالة الشهداء". وأن الجيش الوطني الشعبي "جيش أمة والأمة يحميها جيشها".
وأضاف قائلا: "جيشنا مسالم ولم يخرج يوما عن الاعراف الدولية ويواصل مهامه في حماية لوطن، وفاء لرسالة الشهداء".
ولدى تطرقه الى علاقة الجيش بالشعب، قال الرئيس تبون : "لدينا قدراتنا الذاتية وجيشنا قوي والشعب الجزائري قوي ويتمتع بالنخوة الوطنية والتمسك بالوحدة الوطنية".
وبخصوص الاستعراض العسكري الذي نظم بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ60 لاسترجاع السيادة الوطنية، أكد رئيس الجمهورية أن هذا الاستعراض يندرج في "تقاليد الدول، على غرار الجزائر التي تحررت بقوة السلاح ولم يمنحها أحد استقلالها"، مذكرا أن الجزائر دفعت "ملايين الأرواح من الشهداء ضريبة لاستقلالها".
وتابع في هذا الشأن بأن تنظيم الاستعراض العسكري هو "رجوع الى الاصل"، مشيرا الى أن الشعب الجزائري "كان ينتظر مثل هذا الاستعراض منذ نحو 30 سنة".
وأكد بهذا الخصوص أن "كل الدول العظمى تقوم بمثل هذه الاستعراضات العسكرية، والجزائر دولة عظمى في افريقيا ولها وزنها في البحر الابيض المتوسط والأحداث تبرهن على ذلك".
الدولة ستكون بالمرصاد لكل الممارسات البيروقراطية
أكد رئيس الجمهورية، أن الدولة ستكون بالمرصاد لكل من يقف وراء تفشي البيروقراطية في الإدارة ويعطل سيرها.
وقال رئيس الجمهورية، أن البيروقراطية هي"ممارسات سلطوية مشبوهة تراكمت على مدار 30 الى 40 سنة، وهناك أشخاص متوغلون داخل الجهاز الاداري وأصبحوا تقريبا هم السلطة، ونحن لهم بالمرصاد".
وأوضح في هذا المجال ان هناك قرارات "تدرس من طرف الحكومة ويصادق عليها مجلس الوزراء ثم يأتي من يعطل تطبيقها في الميدان".
وتابع الرئيس تبون قائلا أن هذه التصرفات "تخلق جوا مكهربا وهناك من ينسبها عن قصد الى الجزائر الجديدة"، لافتا الى أن "من يريد الكرامة والاحترام عليه أولا باحترام الشعب وقوانين الجمهورية".
وذكر في هذا المجال بأن نهاية البيروقراطية تمر عبر إنهاء هذه الممارسات من الإدارة، مشددا على ان "دور الدولة يتمثل في الرقابة".
السعي المستمر لجذب الاستثمارات الأجنبية
كشف رئيس الجمهورية، سعي الجزائر المستمر لجذب الاستثمارات الأجنبية، بالنظر إلى الفرص المتوفرة عبر كافة التراب الوطني.
وأوضح رئيس الجمهورية في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية، الذي بث مساء اليوم الأحد على القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية، أن الجزائر تسعى إلى جذب الاستثمارات من الدول الشقيقة والصديقة كقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية و تلك التي تعد حليفا استراتيجيا كإيطاليا وغيرها.
وبخصوص التعاون الاقتصادي مع تركيا، أشار الرئيس تبون الى أن تركيا تعد أكبر مستثمر أجنبي في الجزائر من خلال عدة مشاريع على غرار مركب الحديد والصلب في وهران الذي تضاعف انتاجه وأصبح يصدر للخارج، بالإضافة الى الاستثمار في الملابس والنسيج وفي الصناعات الخفيفة والمتوسطة.
وأوضح أن الجزائر تربطها "علاقة تاريخية بتركيا، دون وجود أي إشكاليات"، مما يشجع على السعي لجذب المزيد من الاستثمارات.
وتطرق في معرض حديثه إلى المستثمرين من دول أخرى التي تسعى الجزائر لاستقطابهم، منها قطر والمملكة العربية السعودية.
وتبقى إيطاليا، يقول رئيس الجمهورية، "الحليف ذو البعد الاستراتيجي" باعتبارها الدولة الاولى في أوروبا بالنسبة للعلاقات الاقتصادية مع الجزائر.
وتابع رئيس الجمهورية يقول: "منذ بداية حرب التحرير لم نسجل أي مشكل او نزاع أوسوء تفاهم مع ايطاليا، وكلما مرت الجزائر بظروف صعبة لم تجد سندا قويا إلا ايطاليا، في كل الظروف، حتى في المأساة الوطنية".
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن "المستثمرين الايطاليين تتوفر فيهم النية الحسنة وهم يعملون في صمت"، مؤكدا وجود مئات الشركات الايطالية التي تشتغل في الجزائر.
ويجري العمل على تقوية هذه العلاقة من خلال الدخول في مرحلة الانتاج المشترك، حسب رئيس الجمهورية، الذي أشار إلى السعي لإنشاء شراكات جزائرية إيطالية في عدة مجالات منها الميكانيك والسيارات والبواخر والمطاحن وقطاع الدفاع الوطني من خلال مشاريع في مجال تركيب التجهيزات.
حظوظ الجزائر كبيرة للإلتحاق بمجموعة "بريكس"
أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر تتوفر بنسبة كبيرة على الشروط التي تمكنها من الالتحاق بمجموعة بريكس.
وأوضح رئيس الجمهورية في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية الذي بث مساء اليوم الأحد على القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية، أن "هناك شروط اقتصادية للالتحاق بمجموعة بريكس، أظن أنها تتوفر بنسبة كبيرة في الجزائر".
ورد رئيس الجمهورية عن سؤال حول ما إذا كان للجزائر رغبة في الالتحاق بهذه المجموعة، بالقول : "ممكن، لن نستبق الاحداث، لكن إن شاء تكون هنالك أخبار سارة".
وأضاف بأن مجموعة البريكس تهم الجزائر بالنظر لكونها "قوة اقتصادية وسياسية".
كما أن الالتحاق بهذه المجموعة سيبعد الجزائر التي تعتبر "رائدة في عدم الانحياز" عن "تجاذب القطبين"، يضيف الرئيس.
يذكر أن مجموعة البريكس تضم الدول صاحبة معدلات النمو الاسرع في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
ألعاب البحر الابيض المتوسط عرفت نجاحا باهرا
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأحد بالجزائر، أن ألعاب البحر المتوسط (وهران-2022) عرفت "نجاحا باهرا لم يتوقع أحد أن يكون بذلك الحجم".
وقال رئيس الجمهورية: "كان لدينا أمل كبير بأن الألعاب سوف تكون ناجحة وسعينا من أجل إنجاحها، لتحقق نجاحا باهرا، لم يتوقع أحد أن يكون بذلك الحجم".
وأضاف رئيس الجمهورية أن "الشعب الجزائري هو من احتضنها رفقة المجتمع المدني لوهران وخارج وهران، حيث عرف الحدث حضور جزائريين من 58 ولاية جاؤوا لتشجيع رياضيينا".
وأرجع رئيس الجمهورية نجاح هذه الالعاب الى "العمل الكبير الذي انجز مع جمعيات المجتمع المدني و العدد الهائل من المتطوعين الذين شاركوا في التنظيم بدون مقابل، وهو دليل على النخوة التي اخذتهم في سبيل الوطن"، مشيرا أن هذه الألعاب شكلت منعرجا حاسما حيث اصبح "هناك ما يسمى بما قبل الالعاب وما بعد الألعاب".
يذكر أن الألعاب المتوسطية جرت بمدينة وهران من 25 جوان الى 6 جويلية 2022، وعرفت تتويج المشاركة الجزائرية بمرتبة رابعة برصيد 50 ميدالية (20 ذهبيات و17 فضيات و16 برونزيات)، وهي نتيجة تاريخية بالنسبة للمشاركة الجزائرية في كل طبعات ألعاب البحر الابيض المتوسط.