أجمع المشاركون في ندوة " الجيش الوطني الشعبي من التحرير إلى البناء الوطني " التي نظمتها الإذاعة الجزائرية في إطار الاحتفال باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، على دور "السليل" في صون مقومات ووحدة الوطن ودحض كل أشكال التهديدات التي تطال الجزائر بهدف ضرب استقرارها ووحدتها الترابية.
الندوة التي احتضنها النادي الثقافي عيسى مسعودي بحضور المدير العام للإذاعة الجزائرية السيد محمد بغالي، و المدير العام للتلفزيون الجزائري السيد شعبان لوناكل و سفير الجزائر بدولة بقطر، أبرز خلالها المقدم عامر شين عن مديرية الإعلام والإيصال بأركان الجيش الوطني الشعبي، دور الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير في دحض جميع المحاولات البائسة التي تهدف إلى النيل من استقرار الجزائر ووحدة ترابها، معتبرا أن المزايدة على تاريخ الجزائر و رموزها مزايدة باطلة، يدحضها مدى ارتباط الشعب الجزائري بجيشه على مر عقود خلت.
وفي السياق ذاته استعرض المقدم علي بوشربة عن مديرية الإعلام والإيصال بأركان الجيش الوطني الشعبي، الإنجازات التي قدمها الجيش الوطني الشعبي منذ الإستقلال في مختلف الأصعدة منها الأمنية، الاقتصادية والإنسانية، مشددا على أن الجيش الشعبي الوطني بتحمل مهمة الحفاظ على أهم مكسب وهو الاستقلال.
وتطرق المقدم بوشربة إلى حجم العبء الذي تحمله الجيش الوطني الشعبي بعد الدمار الذي خلفه الاستعمار الغاشم، الذي ترك الاقتصاد مشلولا بعد الإستقلال وأكثر من 4 ملايين لاجئ وأسلاكا شائكة بعدة مناطق من الوطن، مشيرا إلى تمكن " السليل" من مواجهة هذه الظروف بنفس الروح الثورية، من خلال إدارة المزارع وبعض المؤسسات الاقتصادية وبعث مشروع السد الأخضر، وتطهير 62 ألف هكتار من الأراضي على الحدود الغربية والشرقية للوطن، مشيرا إلى القضاء على أكثر من 9 ملايين لغما إلى غاية سنة 2016.
وبالحديث عن دور الجيش الوطني الشعبي في مكافحة ظاهرة الإرهاب، أوضح المقدم علي بوشربة بالأرقام الحصيلة السنوية لـ 2021 والسداسي الأول من السنة الجارية فيما يتعلق بتوقيف الإرهابيين، مركّزا على مدى جاهزية والجيش الوطني الشعبي لمكافحة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها واستئصال منابعها.
من جانبه يرى الخبير في الشؤون الجيوسياسية والأمنية البروفيسور محند برقوق، بأن مفهوم رابطة الجيش أمة يجب قراءته من زاوية تقوم على ثلاثة أبعاد استراتيجية تتمثل في الدفاع والأمن الوطنيين، المساهمة في التنمية إلى جانب التضامن المجتمعي.
كما عاد البروفيسور محند برقوق إلى التجربة الرائدة للجزائر في مجال محاربة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة التي ألهمت العالم، مشيرا إلى التهديدات التي تتعرض لها الجزائر من قبل الجارة الغربية التي أصبحت تستخدم الأدوات الإعلامية الجديدة ومختلف وسائل الإعلام بتواطؤ مع مجموعات إعلامية فرنسية لمحاولة إنتاج ما يسمى بـ "الشرائح الهجينة" في المجتمعات التي لا تؤمن بالوطن وتريد فقط خدمة أطراف بالخارج.
وقال البروفيسور إن الجيش الوطني الشعبي تفطن لهذه المخططات، وهو ما ظهر جلّيا على مستوى التكوين العالي بمختلف المدارس والمؤسسات لمختلف التدرجات.
وأكد الخبير محند برقوق أن الجيش الوطني الشعبي وفقا لثلاث تقارير له مسار نمو تصاعدي سوف يجعله من بين 23 أكبر الجيوش في العالم خلال الخمس سنوات المقبلة.
إلى ذلك، أوضح أحمد عظيمي أستاذ العلوم السياسية بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، أن الجيش الوطني الشعبي نشأ من رحم الثورة الجزائرية ضمن مسار كفاحي خاضه جيش التحرير الوطني ضد المستعمر الفرنسي.
واسترسل عظيمي في الحديث عن الدلالات التاريخية لتاريخ الرابع من شهر أوت، قائلا "إن الجيش الوطني الشعبي يعد الجيش الوحيد بالقارة الإفريقية وبالمنطقة العربية الذي لم ترثه الدولة بل خرج من رحم الثورة التي خرجت بدورها من رحم الشعب".
وأبرز الأستاذ عظيمي أن وجود كلمتي وطني وشعبي في تسمية الجيش الجزائري دلالة على أنه مؤسسة تدافع عن الوطن ونابعة من الشعب، كما أشار المتحدث إلى أن عملية "تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي لم تنحصر على الأمور التقنية والإدارية فقط وإنما تم التحوير على مستوى العقليات والذهنيات وكيفية تحويل جندي ثوري إلى جندي عسكري يعمل وفق نظام منضبط ومدروس.