استلم مفدي زكرياء في دمشق بعد فراره من سجن سركاجي عام 1959 رسالة من ابنه الوحيد سليمان الشيخ يخبره فيها تركه لمقاعد الدراسة والتحاقه بجيش التحرير في الجبال، فرد عليه بقصيدة ومما جاء فيها :
أنت جندي بساحات الوغى وأنا في ثورة التحرير شاعر
أنت إذا ما عشتَ حققت المنى وإذا ما مت فلتحيا الجزائر
ويرى الدكتور صالح خطاب باحث في الأدب والشعر في حصة خاصة لإذاعة الوادي أن القصيدة من أروع وأعمق ما قاله مفدي زكريا ، مضيفا أن ديوان اللهب المقدس الذي تضمن شعر الثورة التحريرية من افضل ما كتب في مجال الفكر التحرري .
من جهته ذكر الباحث يوسف بديدة أن الياذة الجزائر التي كتبها شاعر الثورة مفدي زكريا اعتمد فيها على الزخم الكبير من المعلومات التاريخية التي زوده بها كبير المؤرخين التونسيين عثمان الكعاك ومولود بلقاسم نايت بلقاسم .
وقد لفت الباحث يوسف بديدة إلى أن اسم الشاعر زكري بن سليمان الشيخ ورد في كتاب بعنوان شعراء الجزائر في العصر الحاضر لمؤلفه محمد الهادي السنوسي الزاهري ، صدر سنة 1926 ولم يكن يومها مفدي زكريا يتجاوز 18 عاما ، ما يدل على أن مفدي زكريا نبغ في الشعر وارتقى الى مصاف الشعراء الكبار منذ أن كان شابا يافعا.
يذكر أن وزارة الثقافة قررت ان تكون ذكرى وفاة الشاعر مفدي زكريا يوم 17 أوت 1977 يوما وطنيا للشعر وهو القرار الذي استحسنه الوسط الثقافي في واعتبره تقديرا واعترافا بفضل هذا الشاعرالذي خلد تاريخ الجزائر العريق وثورتها المجيدة في شعر تردد الأجيال .
المصدر نعمان بن سراي / إذاعة الوادي