قالت الصحافية والكاتبة الأمريكية إيلين مختفي، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن الجزائر عرفت "تغيرات وتطورات كبيرة" منذ الاستقلال في مختلف المجالات وخصوصا قطاع التعليم، وهذا بفضل السياسات "المقدامة والشجاعة" التي اتبعتها على مدار 60 عاما.
وقالت صديقة الثورة الجزائرية، إيلين مختفي، في جلسة بيع بالتوقيع لكتابها "الجزائر عاصمة الثورة: من فانون إلى البلاك بانترز" (2018) وكتاب زوجها الراحل مختار مختفي "كنت مسلما فرنسيا، مسار جندي في جيش التحرير الوطني" (2016)، أن الجزائر "تغيرت كثيرا على مدار 60 عاما من الاستقلال في العديد من المجالات"، مشيدة في سياق كلامها بقطاع "التعليم الذي تطور كثيرا مقارنة بما كان عليه في الأعوام الأولى للاستقلال بسبب الاستعمار الفرنسي".
وأعربت الصحافية الأمريكية، التي تعيش حاليا بنيويورك بالولايات المتحدة وهي مناضلة مناهضة للاستعمار الفرنسي ومدافعة عن القضية الجزائرية، عن "سعادتها الكبيرة" بالحضور مرة أخرى للجزائر التي تعتبرها أيضا "وطنا لها"، كما قالت، وهذا "بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا"، مضيفة أن الجزائر بلد "رائع" و"جذاب".
وأكدت المتحدثة، وهي من مواليد 1928 بنيويورك وكانت قد عاشت بالجزائر ما بين عامي 1962 و1974، على أن الثورة الجزائرية التي "انتفض فيها الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي فريدة من نوعها" وهي "من الثورات الكبرى التي عرفها القرن العشرين".
وأشادت المتحدثة من جهة أخرى بالدور "الكبير والرائد" الذي لعبته الجزائر بعد الاستقلال، لافتة إلى أنها كانت "عاصمة للثوار في العالم والذين قدموا من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأيضا من الولايات المتحدة"، مشيرة في هذا السياق إلى حركة ال "بلاك بانترز" (الفهود السود).
وتعتبر "الفهود السود" حركة يسارية تأسست بكاليفورنيا في 1966 من طرف أمريكيين من أصل إفريقي ونشطت خصوصا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات بهدف الدفاع عن حقوق الأمريكيين من ذوي الأصل الإفريقي ضد الميز العنصري ومساعدتهم اجتماعيا واقتصاديا.
وعرفت إلين مختفي، وإسمها الحقيقي إلين كلاين، بدفاعها عن قضايا التحرر في العالم وعلى رأسها القضية الجزائرية، وقد عاشت في الجزائر في العشريات الأولى للاستقلال حيث عملت آنذاك بعدد من وسائل الاعلام الجزائرية، كما ساهمت في تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية على غرار المهرجان الثقافي الإفريقي في 1969 الذي اعتبرت أنه كان تظاهرة "مدهشة حققت نجاحا كبيرا على المستوى الدولي".