طالبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الأمم المتحدة بضرورة تحمّل مسؤولياتها وأن تبادر من خلال أمينها العام بالتحرك العاجل مع الأطراف الدولية المعنية لوضع قرارات مجلس الأمن المتخذة بهذا الصدد بتوفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني أمام هذا الاستهتار بالدم والحقوق الفلسطينية.
من جانبه، أدان الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الدكتور سعيد أبو علي، بشدّة العدوان الهمجي الإسرائيلي الذي أسفر عن استشهاد 5 مواطنين فلسطينيين، وإصابة العشرات بجروح، مضيفاً أنّ ما جرى من تصعيد وعدوان سافر بمنتهى القوة والافراط وباستخدام القوة العسكرية الغاشمة ضد مدينة نابلس الآمنة والتي تخضع لعملية عسكرية إسرائيلية وحصار خانق منذ أكثر من أسبوعين يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، مشيرًا إلى أنّ الذي يشرف ويدير تلك العملية عدد من كبار ضباط قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنفسه.
وفي تصريحات له على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الحادية والثلاثين بالجزائر، حمّل الأمين العام المساعد سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات وتبعيات هذه الجريمة التي تأتي في سياق هذا العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني، خاصة ما يجري في نابلس وجنين وما تشهده من دمار وحصار وإراقة دماء بصورة متعمدة سيكون لها بالتأكيد انعكاساتها على الاستقرار في المنطقة، بل باتت تهدد وجود السلطة الفلسطينية وتكوينها أيضا وهذا يقتضي المتابعة والمسائلة أمام جهات العدالة الدولية بما يشمل تنفيذ توصيات التقارير التي أقرتها واعتمدتها منظمات دولية والتي كان آخرها لجنة التحقيق الأممية للتصدي لتلك الجرائم الإسرائيلية ووقفها فوراً.
وأكد أبوعلي، أنّ "مستجدات القضية الفلسطينية هي قضية دائمة ومدرجة على جدول أعمال الجامعة العربية خاصة في جميع مجالسها متعددة المستويات، ونحن في الجزائر اليوم لإعداد الاجتماعات التحضيرية وصولا الى عقد القمة العربية والتي سيكون في مقدمة جدول أعمالها البند الرئيسي مستجدات وتطورات القضية الفلسطينية خاصة التصعيد الإسرائيلي الدموي الأخير".
وأشار أبوعلي إنه بتوجيه من الأمين العام للجامعة العربية إلى جميع قطاعات وبعثات الأمانة العامة في عواصم القرار الدولي بـ "ضرورة استمرار وبذل الجهود ومتابعة تطورات الوضع الميداني بفلسطين أول بأول، وهذا ما نقوم به في قطاع فلسطين من متابعة مستمرة لما يجري وصدور البيانات والمواقف المتتالية لفضح تلك الجرائم وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته لوضع حد لهذا الاستهتار الذي يتجاوز مجرد عدوان على شعب أعزل إلى الاستهتار بإرادة المجتمع الدولي، وكأنّ الانتخابات الإسرائيلية ماضية قدما على وقود من دم الشعب الفلسطيني ومن حقوقه التاريخية، مؤكّداً أنّ ما يجري الآن على الأراضي الفلسطينية هو ثمن للحرية والصمود وضرورة أن يوضع حد فوري وعاجل لهذا الإجرام الإسرائيلي.
سهام بورسوتي