لماذا لم تفشل القمة العربية بالجزائر... ؟

قمة الجزائر
06/11/2022 - 15:04

سبقت انعقاد القمة العربية العادية الواحدة والثلاثين بالجزائر حملة إعلامية شرسة ، قادتها ماكنات الإعلام التقليدي ووسائط التواصل الاجتماعي في الدول التي لا يرضيها نجاح الجزائر، فلم تعمل على إصدار أحكام مسبقة بالفشل فحسب ، بل سعت حتى إلى التشكيك في انعقاد القمة على أرض الجزائر .

وبعدما تيقنت أن انعقاد القمة لا شك فيه وفي الزمان الذي أرادته الجزائر وهو أول نوفمبر، وإنه التاريخ الذي تدرك جيدا تلك الجهات الإعلامية معناه بالنسبة للجزائريين والعرب جميعهم ،سارعت تلك الجهات الإعلامية خاصة في شمال حوض المتوسط وفي أقصى المغرب العربي إلى طرح السؤال : هل فشلت قمة الجزائر قبل أن تبدأ ؟ كآخر محاولة يائسة. وقد كان الأمل في جواب يرضيها على الأقل فيما اعتادت عليه الألسن " اتفق العرب على أن لا يتفقوا" ، كلا ، في الجزائر ، اتفق العرب على أن يتفقوا .

 في الندوة الصحفية التي أعقبت اختتام أشغال قمة الجزائر ، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الجلسات التشاورية بين القادة العرب لم تشهدها أية قمة عربية منذ سبع سنوات ، ويكفي هذا المعطى حسب المتتبعين للتأكيد على أن قمة الجزائر نجحت .

وفي تفصيل حول هذا المعطى ذي الأهمية القصوى ،أوضح وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة ، بعد أن لاحظ تركيز الصحفيين على مفردات مثل " الآليات والميكانيزمات والسبل وغيرها " لتنفيذ مخرجات القمة ، أوضح بأن أهم ما ميز قمة الجزائر هو ، "تبلور إرادة سياسية عربية بروح توافقية" وهوما لم يتحقق منذ  مدة داخل الجامعة العربية  ،ما مكن من صياغة إعلان توج  أشغال القمة دون تسجيل "أي اعتراض"  ،أما  آليات وميكانيزمات التنفيذ فهي من طبيعة العمل المستمر والعادي جدا لجامعة الدول العربية .

وأضاف لعمامرة أن قمة الجزائر سمحت للعرب بأن يدركوا أنه بروح التوافق يمكنهم صناعة أوضاع جديدة تسمح لهم بفرض مبادئهم وتغليب مصالحهم في الساحة الدولية .

وروح التوافق هذه هي التي سادت قمة الجزائر وهي التي ستكون حافزاً لتجسيد الأهداف المشتركة" ،ذلك ما أكده رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، في كلمته التي أعلن فيها عن اختتام أشغال القمة العربية العادية الواحدة والثلاثين بالجزائر .

وقد أوضح أنّ القمة اتخذت قرارات هامة من شأنها أن تتوجه بالعمل العربي المشترك مباشرة إلى المواطن العربي للتكفل بهمومه والاستجابة  لتطلعاته .

 فلسطين ستلتحق بها ...في الأمم المتحدة "

في عام 1958 ، وفي عز ثورة التحرير المجيدة  ضد المستعمر الفرنسي ، طلعت صحيفة " الأخبار " المصرية بعنوان عريض يقول : الجزائر ستلتحق بهما "  وتقصد الصحيفة  بعنوانها العريض ، التحاق الجزائر بالمغرب وتونس في جامعة الدول العربية .

وها نحن اليوم بعد أربعة وستين عاما من هذا العنوان الإعلامي العربي المتضامن والمنافح يومها عن قضية الجزائر كقضية عربية ، لقيت كل الدعم والسند من الحكومات والشعوب العربية ، ها نحن نكتب اليوم من الإذاعة الجزائرية بالبنط العريض : " فلسطين ستلتحق بها ...في الأمم المتحدة "

أي أن فلسطين ستلتحق بالدول العربية وستصبح عضوا كامل الحقوق في هيئة الأمم المتحدة ، وهذا المطلب من أهم ما توافق عليه قادة العرب في قمتهم بالجزائر .

 وهذا ما يقصده بالضبط رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتصريحه التاريخي الذي تناقلته وسائل الإعلام العربية والعالمية ، عندما قال " قضية فلسطين ، "أنا أتابعها شخصيا "

انعقدت القمة العربية العادية الواحدة والثلاثون بالجزائر  بحضور وصفه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالحضور المتميز الذي لم تشهده القمم العربية منذ زمن بعيد ، كما أنها القمة التي أكدت على  تميز دور الديبلوماسية الجزائرية .

ورغم الحملة الإعلامية الشرسة قبل وأثناء وبعد القمة ، فإن التاريخ لا ينسى أنها " القمة " التي رمت الأوراق وأنها القمة التي دونت قرارتها على جبهة  انتصار العمل العربي المشترك بكل توافق ودون أي تحفظ.

لم تفشل القمة العربية بالجزائر ، لأنها القمة الأولى التي ألقت بالعمل العربي المشترك للشعوب العربية لتحتضنه ، من خلال تثمين مقترح رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون المتعلق بتكريس البعد الشعبي وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك وكذا التأكيد على ضرورة إطلاق حركية تفاعلية بين المؤسسات العربية الرسمية وفعاليات المجتمع المدني بجميع أطيافه وقواه الحية، من خلال خلق فضاءات لتبادل الأفكار والنقاش المثمر والحوار البناء بهدف توحيد الجهود لرفع التحديات المطروحة بمشاركة الجميع.

موقع الإذاعة الجزائرية/ نعمان بن سراي