من منا لم يعانِ يوماً من الدُوار (الدوخة) بعد الاستيقاظ ولو لفترة وجيزة، قد لا يكون هذا الدوار مؤشراً خطيراً أو يدعو للقلق، فالدوار نفسه ليس مرضاً، ولكنه أحد الأعراض التي تصاحب مشكلة صحية ما.
إذ يصاحب الدوار الشعور بثقل في الرأس وبانسحاب الوعي، بالإضافة إلى اختلال في التوازن والشعور بدوران الأشياء من حولك، غالباً ما تكون الدوخة قصيرة الأجل وقد لا يكون لها سبب واضح دائماً. لكن قد يكون الاستيقاظ بانتظام مع شعور الدوار من أعراض حالة كامنة.
أسباب دوار الصباح
هناك العديد من الأسباب المحتملة والمختلفة للدوخة بعد الاستيقاظ منها حالة طبية كامنة أو أحد الأدوية المستخدمة لعلاج مرض معين وصولاً إلى السهر لفترات طويلة. بشكل عام، الدوخة الصباحية هي شيء يحدث أحياناً لكثير من الناس ولا يمثل سبباً كبيراً للقلق.
إذا شعرت بالدوار في الصباح بعد الاستيقاظ مباشرة، فقد يكون ذلك نتيجة للتغير المفاجئ في التوازن حيث يتكيف جسمك من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الوقوف، يمكن أن تحدث الدوخة عندما يتحول السائل في الأذن الداخلية، كما هو الحال عند تغيير الأوضاع بسرعة.
عندما يكون الشخص مصاباً بانسداد الجيوب الأنفية بسبب البرد، قد تزداد أعراض الدوخة سوءاً بسبب وجود سوائل زائدة وتورم في الجيوب الأنفية المرتبطة بالأذن الداخلية.
من بين الأسباب الشائعة للإصابة بدوار الاستيقاظ نجد:
توقف التنفس أثناء النوم:
إذا كان الشخص يعاني من توقف التنفس خلال النوم أو أبلغه أحد بحالة شخير مبالغ فيها، فقد تكون أنماط التنفس الليلي هي السبب في الدوخة بعد الاستيقاظ، فتوقف التنفس خلال النوم هو في الواقع حالة يتوقف الجسم فيها عن التنفس خلال الليل، يمكن أن تؤدي هذه الانقطاعات في التنفس إلى انخفاض مستويات الأوكسجين؛ مما قد يسبب الدوار في الصباح عند الاستيقاظ.
جفاف الجسم
يعتبر الجفاف أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للاستيقاظ مع الدوار، إذا كان الشخص يشرب الكحول قبل النوم فقد يصاب بجفاف الجسم ما يؤدي إلى الدوخة بعد الاستيقاظ، حتى إذا كنت لا تشرب أي كحول، فقد تصاب بالجفاف إذا كنت تعمل في بيئة حارة، أو لا تشرب كمية كافية من السوائل، أو تتناول مدرات البول، أو تشرب الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو تتعرق كثيراً.
يمكن أن تشمل علامات الجفاف الأخرى ما يلي:
الشعور بالعطش.
الإعياء.
الصداع.
جفاف الفم والشفتين.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى جفاف الجسم نجد:
عدم شرب سوائل كافية خلال النهار.
النوم في بيئة حارة.
استهلاك الكحول المفرط.
الامراض التي تسبب القيء والإسهال.
تناول الأدوية التي تجعل الشخص يتبول أكثر.
شرب الكثير من المشروبات المحتوية على الكافيين، مما يؤدي إلى زيادة التبول.
انخفاض سكر الدم
بحسب "healthline" قد يكون الاستيقاظ بالدوار علامة على انخفاض نسبة السكر في الدم، لذلك تشعر بالدوار قبل تناول أي طعام في الصباح.
إذا كان الشخص مصاباً بداء السكري ويتناول الأنسولين أو أدوية أخرى، فقد يصاب بنقص سكر الدم في الصباح إذا لم يأكل ما يكفي في الليلة السابقة خاصة إذا كانت جرعة الأدوية عالية، يمكن أن تشمل أسباب انخفاض السكر في الدم ما يلي:
تناول الكثير من الأنسولين أو أدوية السكري الأخرى.
تخطي وجبات الطعام أو تناول القليل جداً.
نشاط بدني مكثف.
استهلاك الكحول المفرط.
فيما يمكن أن تشمل أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم ما يلي:
الاهتزاز والارتعاش.
الصداع.
إعياء.
عدم وضوح الرؤية.
صعوبة في التركيز أو الارتباك.
التعرق المفرط.
أما في حال لم يكن الشخص مصاباً بداء السكري ويشعر بالارهاق المصاحب للدوخة فيتعين عليه زيارة الطبيب.
تناول بعض الأدوية
في حال كان الشخص يتناول بعض الأدوية بشكل منتظم لفترات طويلة قد تكون تلك الأدوية السبب للشعور بالدوخة بعد الاستيقاظ، ينصح باستشارة الطبيب فور الشعور بالدوخة لعدة مرات للتأكد ما إذا كانت الأدوية السبب، قد يغير الطبيب مواعيد تناولها لوقت آخر لتجنب الشعور بالدوار.
ضغط دم منخفض
حسب "medical news today" يمكن أن يسبب انخفاض ضغط الدم أو انخفاض ضغط الدم في حدوث دوار لدى بعض الأشخاص.
يمكن أن ينخفض ضغط الدم أيضاً فجأة عندما يتغير الشخص من وضعية الاستلقاء أو الجلوس إلى وضعية الوقوف، على سبيل المثال، عند النهوض من السرير في الصباح. يسمى هذا الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم انخفاض ضغط الدم الوضعي أو الانتصابي.
يمكن أن تشمل أعراض انخفاض ضغط الدم الوضعي ما يلي:
دوخة.
الشعور بالدوار.
عدم وضوح الرؤية.
إغماء.
السقوط.
يمكن أن يكون انخفاض ضغط الدم أحياناً أحد أعراض حالة أخرى، مثل مرض باركنسون وهو اضطراب يتفاقم تدريجياً يؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب أو مرض أديسون وهو حالة من الإرهاق الشديد وفقدان الشهية.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم الوضعي، فإن الوقوف أو النهوض من السرير ببطء وتدريجياً يمكن أن يساعد في منع الدوخة أو الإغماء. قد يساعد ارتداء الجوارب الضاغطة أثناء النهار أيضاً بعض الأشخاص.
كيفية التقليل من دوار الاستيقاظ
حسب نفس المصدر يمكن التقليل من الدوخة بعد الاستيقاظ بشرب عدد كافٍ من السوائل خلال النهار لكي تساعد الجسم في التخلص من آثار الأدوية أو الجفاف.
حتى إذا كان الشخص لا يشعر بالعطش قد يكون معرضاً للإصابة بالجفاف، خاصة إذا كان صاحب وظيفة بها حركة كثيرة أو مجهود بدني كبير. وينصح الأطباء بشرب 8 أكواب من الماء يومياً أو أكثر في الحالات التالية:
الحمل.
مجهود بدني عالٍ خلال النهار.
داء السكري.
أو في حال شرب الكحول.
في حال لم تنجح هذه الإجراءات، فقد تكون مصاباً بحالة طبية تسبّب لك الدوخة. في هذه الحالة، يجب عليك استشارة طبيبك لمحاولة تحديد سبب الدوخة لديك.