المغرب: احتجاجات ضد الغلاء والفساد والاعتقالات السياسية والتطبيع

خرج الآلاف من المغاربة، ليلة أمس الاثنين وصبيحة اليوم الثلاثاء، في احتجاجات عارمة بعدة مدن مغربية، ضد الغلاء والفساد وتنديدا بالاعتقالات السياسية وبإمعان النظام المغربي في التطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم الرفض الشعبي.

ورفع المحتجون الناقمون على سياسة المخزن شعارات من قبيل "قتلونا بالفساد"، «بركات من الفساد"، "بركات من المحاكمات السياسية.. بركات من المحاكمات الصورية"، "التطبيع خيانة وفلسطين أمانة" و "فلسطين حرة والصهيوني يطلع برى".

فبمدينة تازة، نظم السكان وقفة احتجاجية، نددوا فيها بالتضييق على الحريات والاستمرار في الاعتقالات السياسية المفضوحة بحق المعارضين للمخزن، كما نددوا بالارتفاع المهول للأسعار.

كما نظم سكان مدينة مكناس، اليوم الثلاثاء أمام محكمة الاستئناف، وقفة تضامنية مع المعتقلين السياسيين، والذي كان آخرهم القيادي في "جماعة العدل والاحسان"، محمد اعراب باعسو، ووزير حقوق الانسان السابق والنقيب محمد بن زيان.

ورفع المتظاهرون شعارات مثل "الشعب يختنق بالغلاء والمخزن يعتقل الشرفاء"، «الاعتقالات والاستفزازات تؤجج النضالات"، «لا لاستغلال المرأة في الملفات السياسية"، "يا قضاء المحكمة، شوف ليوم القيامة" و "يا مخزن التلفيقات، المعتقل ماشي وحدو''.

وشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية عدد من الحقوقيين والصحفيين مثل المنجب معطي، ووالد الصحفي عمر الراضي، والصحفية خلود مختاري --زوجة الصحفي المسجون سليمان الريسوني--، إلى جانب عدد من القياديين في جماعة العدل والاحسان.

كما نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، مساء أمس الاثنين بمدينة الدار البيضاء، تظاهرة احتجاجية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وشارك في هذه الوقفة، عدد كبير من سكان العاصمة الاقتصادية، مرددين شعارات تضامنية مع فلسطين ورافضة للتطبيع، وحاملين لافتات وملصقات تبين الارتباط الوثيق بين المغاربة وفلسطين.

واختتمت هذه الوقفة، التي حضرها عدد من الوجوه السياسية والحقوقية والجمعوية بالمدينة، بتوجيه ثلاث رسائل، تتمحور حول صمود الفلسطينيين في وجه آلة الحرب الصهيونية، دعم الشعوب العربية المحبة لفلسطين والمساعدة للدفاع عن المسجد الأقصى بالغالي والنفيس، وكذا رفض التطبيع والمطالبة بإسقاطه.

وينظم مناهضو التطبيع، مساء الثلاثاء، وقفة تضامنية أخرى مع الشعب الفلسطيني، أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، والتي دعت اليها مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين، تخليدا لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بتمادي نظام المخزن في جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

من جهة أخرى، تتواصل احتجاجات واضرابات مهنيي العديد من القطاعات الحيوية في المغرب بسبب تجاهل ورفض حكومة المخزن الاستجابة لمطالبها المشروعة، حيث توقفت سفن الصيد بعدد من موانئ المملكة عن العمل، تنديدا بغلاء أسعار المحروقات التي أثقلت كاهل المهنيين وضاعفت تكاليف الإبحار.

ويطالب مهنيو القطاع، الحكومة ببلورة حلول تخفف من معاناتهم جراء غلاء المحروقات واستنزافها لحوالي 80 في المائة من المصاريف المهنية.

كما يتجه الاساتذة في المغرب لتصعيد احتجاجاتهم بعد تجاهل حكومة المخزن لمطالبهم، حيث أعلنت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي عن تنظيم وقفة احتجاجية وطنية يوم 8 ديسمبر المقبل أمام مقر الوزارة بالرباط، وذلك في سياق برنامج نضالها التصعيدي المتعدد، رافضة التوقيع على اتفاقية "مجهولة الهوية والمحتوى، محاورها المسربة تنذر بكارثة حقيقية تهدد المهنة وتشكل خطرا على مستقبل ومصالح الأساتذة الباحثين".

وقالت النقابة إن هذا الاحتجاج يأتي أمام غياب جدية وزير التعليم العالي وعدم التزامه بمخرجات اجتماع 7 أكتوبر الماضي وإغلاقه باب الحوار وتبنيه مقاربة يغيب فيها الوضوح والإشراك.