عرض مساء الأربعاء بالجزائر العاصمة الفيلم الوثائقي الطويل "زولوواقا" للمخرجة الإيطالية فلافيا مونتيني والذي سلطت من خلاله الضوء على ماضي الصراعات المسلحة في كولومبيا وما تركته من آثار في المجتمع المحلي.
ويتطرق هذا العمل، الذي قدم في إطار منافسة مهرجان الجزائر الدولي الـ 11 للسينما المخصص للفيلم الملتزم "فيكا"، لقصة شاب كولومبي يدعى "خوان كاميلو" يعود لاستكشاف تاريخ والده الذي كان قائدا شهيرا لإحدى الجماعات المسلحة ذات التوجه الماركسي اللينيني.
بعد منفى دام ربع قرن، يعود هذا الشاب ذي الخامسة والثلاثين عاما، إلى بلاده كولومبيا ليعيد استكشاف تاريخ والده، حيث كان قائدا شهيرا لإحدى الجماعات الثورية لما يزيد عن 17 عاما، في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وكذا البحث في الظروف التي أدت لاختطاف والدته، الأمر الذي ترك في نفسه صدمات نفسية لا تمحى.
يخوض "خوان كاميلو"، الذي يؤدي دور الراوي في هذا العمل، في الأرشيف العائلي محاولا استيعاب خيارات والديه المتطرفة، فمن خلال كتابات قديمة وفيديوهات أرشيفية وصور كان والده قد التقطها أو أعضاء من جماعته المسلحة، "جيش التحرير الشعبي"، يعيد هذا الشاب اللاجئ بإيطاليا شريط ذكرياته التي بدأت سعيدة بحياة عائلية جميلة ومترفة قبل أن تتغير الأوضاع لمعسكرات تدريب في الجبال ومعارك طاحنة، ولتنتهي باختطاف والدته واختفائها للأبد.
يقدم هذا العمل، ذو الـ 80 دقيقة، صورة شاملة عن مدى تأثير الصراعات المسلحة في المجتمعات وقدرتها الكبيرة على تفتيت شمل الأسر وصنع أزمات اجتماعية ونفسية دائمة لدى الأطفال على غرار ما حصل مع "خوان كاميلو"، الذي كان شاهدا على اختفاء والدته وهو ابن خمس سنوات وعاش أيضا أجواء الحرب المسلحة وصار بعدها وهو شاب لاجئا رغما عنه بالعاصمة الإيطالية روما.
حصلت فلافيا مونتيني، وهي من مواليد 1983، على شهادة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية ثم التحقت بمدرسة للسينما بروما لتعمل بعدها كمساعدة مخرج ومخرجة في عدة أفلام وثائقية، ويعتبر "زولوواقا" فيلمها الطويل الاول.
وتستمر فعاليات المهرجان الدولي الـ 11 للسينما بالجزائر (فيكا) المخصص للفيلم الملتزم إلى غاية 10 ديسمبر الجاري، وسط مشاركة 60 فيلما من مختلف البلدان بينها 25 عملا ضمن المنافسة، وتركز هذه الدورة خصوصا على قضايا المقاومة والمرأة والبيئة.