أكد السفير الصحراوي لدى الجزائر, عبد القادر طالب عمر, هذا السبت, أن القضية الصحراوية "لا تقبل الحياد" كونها تمس كل القارة الافريقية, مجددا تشبث الشعب الصحراوي بنضاله من أجل انتزاع حقه في تقرير المصير و الاستقلال.
وقال السفير الصحراوي في كلمة خلال مشاركته في ندوة "حق الشعوب في تقرير المصير : حالة الصحراء الغربية نموذجا", التي نظمها منتدى التفكير الاستراتيجي, في عدده الثاني, إن "القضية الصحراوية لا تقبل الحياد, كون آثارها تمس الجميع, ورغم أن شعوب شمال إفريقيا هم أكثر المعنيين, إلا أنها تمس كل القارة السمراء والعالم بأكمله".
وحول لائحة 1514 أو "اعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة" الذي تبنته الأمم المتحدة و احتفلت دول العالم بالذكرى ال62 لاعتماده يوم الأربعاء الفارط, قال الدبلوماسي إن "تقصير الهيئة الأممية وعدم قيامها بواجبها, دفع المغرب الى التعامل مع الكيان الصهيوني, من خلال المقايضة بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية", مبرزا أن الأمر أتى في ظل عجزه عن طريق الشرعية, فاختار "التجسس والرشوة وتشريع المخدرات وقتل الأبرياء المهاجرين, و استعمال الأطفال المهاجرين بطريقة غير شرعية للضغط على الدول".
وجدد السفير الصحراوي التأكيد بأن الشعب الصحراوي سيواصل نضاله بكل الطرق المشروعة الى غاية تقرير المصير وبناء دولته.
من جهته, أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي, سعيد عياشي, أن الصحراء الغربية, قانونيا, تعتبر إقليما غير مسير ذاتيا واللائحة 1514 تقول أن كل شعب غير مسير ذاتيا له الحق الثابت في تقرير المصير, وبالتالي "فالشعب الصحراوي لديه كل الحق في الاستفادة من استفتاء تقرير المصير", مذكرا بأنه "سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا ليس للمخزن ولا مبرر واحد لوجوده في الصحراء الغربية, لكن الأمر يتعلق بمؤامرة بناها الأخير مع دول عظمى لفرض سياسة الأمر الواقع في الصحراء الغربية".
وأرجع عياشي, فشل المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة, في مهمتهم, المتمثلة في تسهيل المفاوضات ما بين جبهة البوليساريو والمغرب, لإيجاد حل عادل للقضية, الى العراقيل التي وضعها المخزن, وكذا إلى "انتهاج سياسة الهروب للأمام وشراء الذمم في أوروبا وافريقيا وامريكا اللاتينية, والدفع نحو فتح قنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة".
بدوره, أعرب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي, الطيب زيتوني, الذي احتضن مقر حزبه هذه الندوة, عن امتعاضه لما وصفه ب"تراجع" الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن المكتسبات التي تم تحقيقها من خلال المصادقة على لائحة 1514.
وشدد الطيب زيتوني على أن الجزائر قيادة وشعبا وحتى على مستوى الأحزاب السياسية, لا ترضى إلا بما يرضي الصحراويين, مردفا: "نحن مساندون لقضايا التحرر في العالم" و "كجزائريين, نؤمن بأن فلسطين ستتحرر, ومن منطلق إيماننا ببيان نوفمبر والثورة التحريرية المجيدة, فإن الصحراء الغربية ستنال استقلالها في خضم التغيرات الدولية الحاصلة".