أصدر مؤخرا المجلس الأعلى للغة العربية مؤلفين جديدين لكل من الباحثين الأكاديميين إدريس بوسكين ومحمد بوزواوي بمناسبة تتويجهما بجائزة المجلس للغة العربية في طبعتها العاشرة.
وأصدر المجلس في هذا الإطار كتاب "النشر الإلكتروني والأدب الرقمي في ظل العولمة، بين التنظير والواقع، تأثير الوسائط المعاصرة في النشر الإلكتروني وتقنيات الكتابة الروائية ومضامينها" للباحث والصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية إدريس بوسكين والذي يقدم مقاربة حول علاقة النشر والأدب بالعولمة وآفاق هذه العلاقة في المستقبل وخصوصا في مجال الرواية، مع تسليط الضوء على مختلف تجليات المشهد الثقافي الأدبي البديل.
ويبحث هذا الكتاب، الصادر في 133 صفحة والحائز على الجائزة الأولى في فئة «وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي باللغة العربية"، في تأثيرات العولمة في مجال الأدب وخصوصا الرواية باعتبارها النوع الأدبي "الأكثر انتشارا عالميا"، سواء تقنيا من خلال موضوعي "النشر الإلكتروني" و"الأدب الرقمي" أو فنيا من خلال الأساليب الجديدة للكتابة الإبداعية الروائية وتوجهاتها ومضامينها، مع اعتماد المقارنة في مختلف هذه المجالات بين العالم العربي والغرب وبين لغتيهما الأساسيتين العربية والإنجليزية.
ويهدف هذا الإصدار إلى إثراء مجال النقد الأدبي العربي المعاصر فيما يخص موضوع العولمة وتأثيراتها على النشر والنشر الأدبي بشكل خاص من خلال التعريف بـ «النشر الإلكتروني" ومختلف العناصر المرتبطة به كـ "الكتاب الإلكتروني" و"الكتاب المسموع" و"السرقة الأدبية الإلكترونية"، كما تسلط هذه الدراسة الضوء على موضوع "الأدب الرقمي" ومختلف أنواعه التفاعلية التي برزت منذ بداية استعمال المجتمعات للأنترنت في تسعينيات القرن الماضي وعلى رأسها "الرواية التفاعلية".
ويقدم من جهته كتاب بوزواوي "معجم العامية الجزائرية، معجم عربي لهجي، في أصول العامية الجزائرية وجذورها" العديد من العينات من المفردات الدارجة على ألسنة الجزائريين وردها إلى أصولها ومنابعها، فمنطلق هذا المعجم "الانتخاب لا الإحصاء، فهو معجم لهجي يدخل ضمن التأصيل والتفصيح والدخيل والمولد"، يقول الكاتب.
ويوضح الباحث أن الهدف من معجمه "ليس تكريس العامية كلغة أدبية وإحلالها محل اللغة الفصيحة وإنما بغية درسها والتعرف إلى أصولها ومختلف خصائصها وتراكيبها كظواهر لغوية قائمة والإفادة منها في إنماء الفصحى"، مضيفا أن "دراسة اللهجات العامية الحديثة مفيدة في دراسة العربية وتاريخها بصورة عامة، وتسجيل شوارد العامية الإقليمية يعود على العربية وفقهها بأجزل النفع".
ويلفت الكاتب إلى أن اللغة العربية "انتشرت في المغرب العربي بفضل الاسلام" وقد تم هذا الانتشار بـ "موجات متتالية من الهجرات العربية"، مضيفا أن "لهجة القطر الجزائري في عمومها موجودة كلها في اللهجات العربية القديمة، وأن ما نظنه غير عربي معظمه عريق في الفصحى"، وفقا للكاتب.
وصدر هذا الكتاب، الحائز على الجائزة الأولى في فئة "علوم اللسان"، في 233 صفحة، وقد اعتمد الكاتب في تفصيح الكلمات العامية فيه على المعاجم العربية القديمة وكتب العاميات العربية وأيضا على قواميس خاصة بالمعتقدات والأساطير والمصطلحات الأنثروبولوجية وكذا الأشعار الشعبية وغيرها.