قدم المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية "في صحراء" قاعدة بيانات مستفيضة على الإنترنت تجمع مئات الأفلام التي تجسد كفاح ونضال الشعب الصحراوي هي من إنتاج سينمائيين صحراويين, حسب ما جاء في الموقع الإلكتروني للمهرجان.
وتضم القائمة أكثر من 230 إنتاجا يغطي العقود الخمسة الماضية من مسيرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الصحراوي ضد المحتل المغربي, وقد تم إعداد "الكتالوغ" من قبل المنظمة غير الحكومية "نومادس" ومقرها مدريد وهي المسؤولة عن الجزء الدولي من المهرجان حيث تتمثل مهمتها في "دعم المشاريع الثقافية والإعلامية والحقوقية التي يديرها صحراويون سواء كان ذلك في مخيمات اللاجئين أو في المناطق المحتلة أو في الشتات".
وتقدم هذه الأعمال على العموم ذاكرة سمعية بصرية بالغة الأهمية ابتداء من نهاية الحقبة الاستعمارية الإسبانية في الصحراء الغربية ثم الاحتلال المغربي لها, فالنزوح الجماعي فالحرب فالمنفى, وبالخصوص النضال المستمر والمستميت للشعب الصحراوي من أجل تحرير أرضه واستكمال سيادته.
ويتضمن الكتالوغ, المتاح باللغتين الإسبانية والإنجليزية, أدوات بحث تقوم بتصفية المعلومات وفقا لمعايير النوع والموضوع والسنة والجنسية واللغة والعناوين الفرعية, حيث يهدف لأن يصبح "واجهة لمئات الأفلام التي تعكس بطريقة أو بأخرى تداعيات الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية", ولأن يكون أيضا "أداة في خدمة جميع المنظمات والمؤسسات التي تقوم ببرمجة دورات للسينما الصحراوية, وكذلك مصدرا موثوقا لفائدة الباحثين والصحفيين".
ويعتبر الصحراويون المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية "في صحراء" نافذة للإطلاع على الثقافة الصحراوية التي أصبحت "سلاحا هاما في معركة التحرير والبناء", إضافة إلى أن تنظيمه بمخيمات اللاجئين الصحراويين يعد "منبرا" للدفاع عن حقوق الإنسان والمطالبة بالحق المشروع للشعب الصحراوي ما يعطي دفعا قويا للشعب الصحراوي في كفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال.
كما تعتبر هذه التظاهرة الدولية, التي يقصدها سنويا العشرات من المخرجين والممثلين والحقوقيين من مختلف بلدان العالم, بمثابة "أداة للتنديد بالظلم الذي يعاني منه الشعب الصحراوي والمطالبة بإيجاد حل سريع وعادل وإنهاء الاستعمار المغربي من الصحراء الغربية كما يقتضي القانون الدولي".