ساهمت الأديبة الجزائرية الأيقونة آسيا جبار منذ خمسينات القرن الماضي في فتح أبواب الكتابة الروائية و التدريس الجامعي أمام المرأة الجزائرية كما لعبت دورا جوهريا في بروز الادب الجزائري المكتوب بالفرنسية لتبقى بذلك نموذجًا نادرًا ملهمًا ورمزًا ساطعًا للثقافة الجزائرية.
وتعتبر جبار روائية ذات صيت عالمي، وهي من أوائل الروائيات الجزائريات اللائي اقتحمن عالم الكتابة الروائية و كما تعد من أوائل الأساتذة المختصين في التاريخ المعاصر بجامعة الجزائر بعد الاستقلال و ايضا أول كاتبة في شمال إفريقيا تدخل الاكاديمية الفرنسية سنة 2005.
وعبّرت الأديبة والسينمائية آسيا جبار التي وُلدت بشرشال عام 1936، عن ارتباطها بقضايا المرأة والتزامها بالثورة التحريرية منذ 1956 حيث شاركت في الإضراب التاريخي الذي أعلنه الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، أين كانت تدرس حينها كطالبة في فرنسا ليتمّ إقصاؤها من الدراسة في المدرسة العليا للأساتذة، لتصدر روايتها الموسومة "العطش" 1957 ثم "المتلهفون" 1958 .
وعادت الاديبة آسيا جبار إلى الجزائر في جويلية 1962 لتدريس مادة التاريخ المعاصر والحديث بجامعة الجزائر، وأصدرت في السنة ذاتها، "أبناء العالم الجديد" و"القبرات الساذجة"، قبل أن تكتب مسرحيتها الوحيدة "احمرار الفجر" عام 1968.
من جهة أخرى، اتجهت جبار نهاية عام 1970 نحو شكل جديد من التعبير الفني وهو الفن السابع، حيث قدّمت عملين سينمائيين هما "نوبة النساء بجبال شنوة" الذي حاز على جائزة النقد الدولية في مهرجان البندقية الدولي في 1979، و"الزردة وأغاني النسيان" 1978 المتوج بجائزة في مهرجان برلين عام 1983 كأفضل فيلم تاريخي.
واستمرت جبار خوض غمار رحلتها الأدبية بإصدار روايات تم ترجمتها لعدة لغات عالمية وهي نصوص تحاكي الإنسان والتاريخ ضمنها "نساء العاصمة في شققهن" (1980) و "ليالي ستراسبورغ" (1997) و "ظل السلطانة" (1987)، لتتوّج روايتها "لا مكان في منزل والدي" الصادرة في 2007 رحلتها كآخر رواية لها.
وتوّجت آسيا جبار طيلة مسيرتها الأدبية و الجامعية بعديد الجوائز الدولية على غرار الجائزة الدولية للأدب (الولايات المتحدة-1996) ، الجائزة الدولية لبالمي ايطاليا سنة 1998 و جائزة السلام لأصحاب المكتبات الألمان فرانكفورت-2000 و الجائزة الدولية بابلو نيرودا (ايطاليا-2005.
وبعد وفاتها في السادس فيفري 2015 عن عمر ناهز 79 عامًا، وعرفانًا بمكانتها في الفضاء الثقافي و الأدبي الجزائري والعالمي، تمّ تأسيس "الجائزة الكبرى آسيا جبار للرواية" التي تتوج أحسن النصوص الروائية المكتوبة باللغات العربية، الأمازيغية والفرنسية، وتعدّ من أهم الجزائز الأدبية في الجزائر.