صحيفة بريطانية تفضح التعتيم الإعلامي المغربي حول الحرب في الصحراء الغربية

الصحراء الغربية
09/02/2023 - 17:35

أبدت صحيفة "مورنينغ ستار البريطانية" اهتمامًا خاصًا بتطورات الحرب في الصحراء الغربية، وكشفت, اليوم الخميس, الغطاء على واقع  الحرب في المنطقة، لفضح التعتيم الإعلامي الذي يحاول الإعلام المغربي من خلاله تغليط الرأي العام المغربي والغربي عامة حول واقع الأوضاع في المنطقة.

في مقال تحليلي مطول سلّط الخبير والباحث البريطاني، توبي شيلي، الضوء على الحرب الدائرة في الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والجيش المغربي، قائلاً: "الجبهة بدأت فعلاً الاستعداد لحرب طويلة قد تكون مشابهة للحرب الأولى والتي فرضت من خلالها قوات الجيش الصحراوي منطقها مما دفع بالنظام المغربي إلى التوقيع على اتفاق للسلام مع جبهة البوليساريو سنة 1991".

وأوضح الخبير البريطاني في مقاله، أنّ وسائل إعلام دولية أيضًا تمارس التعتيم حول  الحرب في الصحراء الغربية رغم إن الجيش الصحراوي ينفذ عمليات يومية ضد قواعد ومراكز مغربية على طول الجدار الفاصل.

وأبرز مؤلف كتاب "نهاية لعبة في الصحراء الغربية ما مستقبل آخر مستعمرة في إفريقيا" إن الشعب الصحراوي يستعد لخوض حرب أخرى قد تكون طويلة الأمد انطلاقا من إيمانه بان الحقوق لا تمنح بل يتم استرجاعها.

وذكر كاتب المقال أن "نقطة الانطلاق كانت عند التوغل العسكري المغربي في منطقة منزوعة السلاح بين الصحراء الغربية وموريتانيا، حيث هاجم المغرب مخيما للاجئين الصحراويين احتجوا في المنطقة على إقدام المغرب على بناء طريق سريع يمر عبر الأراضي الصحراوية لتسهيل حركة المرور التجارية عبر المعبر غير الشرعي  لنقل البضائع المنهوبة من الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، مبرزا أن المعبر يسمح للشركات المغربية والأوروبية بزيادة أرباحها بفضل احتلال الصحراء الغربية".

وأضاف الكاتب أنّه لطالما كان المعبر غير الشرعي "الكركرات" نقطة توتر تعهدت الأمم المتحدة، قبل أربع سنوات بتشكيل لجنة بشأنها غير أنها لم تفعل شيئًا وهو الأمر الذي شجع نظام الرباط على خرق شروط اتفاق وقف إطلاق النار الموقعة سنة 1991 مع جبهة البوليساريو وغزا الشريط الحدودي.

ردًا على ذلك، يضيف المقال، شنّ جيل جديد من مقاتلي البوليساريو سلسلة من الهجمات ضد الجدار الرملي الفاصل (الذل والعار) الذي يبلغ طوله 1600 ميل، مضيفا أن هذه الهجمات لازالت مستمرة الى يومنا هذا.

وأكد المقال أنّ جبهة البوليساريو التي تدرك إنها تواجه عدوا مدعوما من دول غربية إضافة إلى الكيان الصهيوني، تعول كثيرا على خبرة جيشها الذي حقق انتصارات كبيرة خلال الحرب الأولى التي دامت أكثر من 16 سنة.

وأشار الخبير البريطاني، إلى أنّ الشعب الصحراوي الذي فقد الثقة تماما في المجتمع الدولي ووعوده بتنظيم الاستفتاء، يوجد الآن في روح معنوية عالية خاصة بالنسبة للشباب، اذ أن جيل جديد من الجيش الصحراوي يقود الان هجمات مسلحة بشكل يومي ضد الجيش المغربي على طول الجدار.

وأكد الخبير البريطاني، أنّ ما يحدث الآن في الصحراء الغربية كان منتظرًا على الأقل بالنسبة للمتابعين للقضية الصحراوية، فالشعب الصحراوي يعاني منذ أكثر من أربعة عقود في الأراضي المحتلة والشتات وكان لابد في نهاية المطاف إن يفرض منطق خوض الكفاح المسلح نفسه كوسيلة شرعية لاسترجاع الحقوق الوطنية للشعب الصحراوي.

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios