نظّمت الإذاعة الجزائرية، هذا الأربعاء، تأبينية لروح الفنان والمجاهد الراحل، الهادي رجب (1941 – 2023)، بحضور أفراد عائلة المرحوم وكوكبة من الفنانين، في موعد شهد إشادات واسعة بمسار الفنان الخالد.
في كلمته بالمناسبة، أكّد المدير العام للإذاعة الجزائرية، السيد محمد بغالي، أنّ الهادي رجب "شهيد يستحق التكريم في حياته وبعد وفاته نظير ما قدّمه إلى هذا الوطن العزيز"، مبرزًا أنّ كل كلمات اللغة لا يمكن أن تتسع لما قدّمه الشهيد لهذا الوطن، فهو نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الشعبين الجزائري والتونسي.
وتابع المدير العام، قائلاً: "الراحل التحق بالثورة وهو في سن الثالثة عشرة، لم يكن حتى مراهقًا، وأنا أتعجب كيف لطفل يلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني في هذه السنّ".
ونوّه بغالي إلى أنّ الفقيد بالرغم مما قدّمه إلى الأغنية الجزائرية، لم يوظّف في الإذاعة الوطنية إلاّ في سنة 1990، بفضل المدير السابق، الأديب الراحل الطاهر وطار.
وأبرز بغالي أنّ الهادي رجب عاش بالجزائر، وهو لا يملك الجنسية الجزائرية، مثمّنًا قرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لمنح الجنسية الجزائرية للفقيد، والتي سُلّمت لزوجته، مضيفًا: "هذه الحقيقة دفعت رئيس الجمهورية إلى أن يسجّل مرة أخرى ما يمكن أن تفعله البيروقراطية ببلد مثل الجزائر"، متسائلاً: "كيف يمكن لهذه البيروقراطية الشنعاء، أن تصل إلى حدّ دفن الشهيد بدون جنسية".
من جانبه، قال الفنان محمد فؤاد ومان: "كرّمته في حياته منذ سنوات، واليوم أكرّمه بأداء إحدى أغنياته، ورغم فارق السن بيني وبينه إلاّ أنّه كان من أعزّ أصدقائي".
بدوره، أشاد الفنان، مصطفى سحنون، بالمبادرة القيّمة للإذاعة الجزائرية، قائلاً: "أشكر الإذاعة الجزائرية بكل أمواجها التي تفوق أمواج البحر، لقاء هذه الفكرة الطيّبة تكريمًا لروح الهادي بوليفة الشهير باسمه الفني الهادي رجب".
من جهته، استرجع الشاعر المخضرم، سليمان جوادي، بحنين قصة تعرّفه على الفقيد سنة 1985، مركّزًا على أنّ "الهادي رجب عمل بتفانٍ أثناء الثورة وبعدها، وإلى غاية وفاته، ولم يشعر أبدًا أنّه ليس جزائريًا، حيث كان يتعامل دائمًا بروح الجزائري"، واستطرد: "نحتاج في حياتنا إلى أمثال هذا الرجل".
وجرى تتويج التأبينية بإسداء شهادة تقدير وعرفان للسيدة، زليخة رجب، أرملة الفنان الذي سيظلّ نابضًا في قلوبنا.
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية /نيهال ساحد