مختصون للإذاعة: دار السلطان من أبرز المعالم والقصور التي تترجم أصالة وعراقة قصبة الجزائر

دار السلطان
23/02/2023 - 11:00

تحتفي الجزائر في الـ23 فيفري من كل سنة باليوم الوطني للقصبة وهو الحي العتيق بالعاصمة الذي يضم معالم أثرية هامة ، على غرار قلعة الجزائر أو دار السلطان وهي من أبرز المعالم والقصور التي تترجم أصالة وعراقة المنطقة.

وفي هذا الصدد أبرز الأثري والدليل السياحي بقلعة الجزائر يوسف موساوي هذا الخميس عبر ميكرفون القناة الإذاعية الأولى موقع دار السلطان الكائن بأعالي مدينة الجزائر العاصمة وبالضبط بحي " باب جديد" ويعود تاريخ بناء قلعة الجزائر حسبه في الفترة الممتدة بين سنتي  1516وإلى غاية 1592 .

الأثري والدليل السياحي بقلعة الجزائر يوسف موساوي

 

 

 

من جانبه أكد المختص في الهندسة المدنية المكلف بمتابعة مشاريع قلعة الجزائر الهاشمي سعدي  ان هذا المعلم الأثري  يتربع على موقع استراتيجي بامتياز حيث يطل على كل خليج الجزائر مبرزا انه تم  فتح دار السلطان  جزئيا للزوار منذ سنة 2020 .

 المختص في الهندسة المدنية المكلف بمتابعة مشاريع قلعة الجزائر الهاشمي سعدي

 

 

 

 

وتقول مصادر تاريخية بأنّ قلعة القصبة، التي تتربّع على مساحة هكتار ونصف وتقع على علو 118 متراً عن سطح البحر، قد تم بناؤها من قبل القائدين التركيين الأخوين عروج وخير الدين برباروس، وقد كانت في البداية عبارة عن ثكنة تضم مدفعين، ثم قرر الداي علي خوجة في عهده تحويل مقرّ ديوانه من “قصر الجنينة” إليها. 

قلعة الجزائر .. من أكبر معالم مدينة الجزائر القديمة
تقدر مساحة القلعة بـ4500 متر مربع، وامتزج تشييدها بين الطراز المعماري الأندلسي والتركي والفارسي والأوروبي، كما أن الناظر لمبانيها سيشعر بتلك اللمسة الموظفة للموريسكيين، الذين غادروا الأندلس في القرن 15. 

يمكن الدخول إلى القصر عبر مدخلين رئيسيين. واحد يؤدي إلى الساحة عبر باب مغطى بقبو، أما الثاني فيربط الطريق بباب متعرج المدخل وهو ما يحفظ الحياة الخاصة لساكني القصر، هذه التقنية التي كانت شائعة في العهود القديمة، تستعمل في العمارة السكنية والعسكرية، يؤدي المدخل إلى قاعة وسطى مزينة بنافورة من الرخام وجناح خشبي صغير يُعرف بجناح “حادثة المروحة”، بالإضافة إلى مطابخ وحمام، وجناح “الحريم”، وقاعة ديوان الحكم، ومخزنا للأسلحة، وبقبة نصف دائرية زينت جدرانها بالزليج  الجزائري والصباغات.

دار الداي حسين وحادثة المروحة

يرتبط تاريخ القصر بفترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، فالقصر الذي أقام فيه الداي حسين 12 سنة، شهد في 1827 ما سُمي بـ “حادثة المروحة” التي اتخذتها فرنسا ذريعة لاحتلال الجزائر، حين استقبل الداي القنصل الفرنسي شارل دوفال وطالبه بتسديد الديون المترتبة على فرنسا، يقول المؤرّخون إن دوفال تصرّف بطريقة “غير لائقة”، فطرده الداي ملوحا بمروحته، فأرسل الملك شارل العاشر جيوشه إلى الشواطئ الجزائرية، بحجة “استرجاع شرفه المهدور” وخلال الفترة الاستعمارية قام الجنرال دوبورمون بتحويل القصر إلى مقر لإقامته.

منظمة “اليونيسكو” تصنف القصر ضمن قائمة التراث العالمي
صُنفت القلعة كمعلم تاريخي سنة 1887م وأصبحت تراثا إنسانيا ضمن قائمة التراث العالمي المحمي سنة 1992 وذلك من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”.