سجلت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية، تدهور الوضع الصحي لثلاثة أسرى صحراويين بسجون الاحتلال المغربي، بسبب الإهمال الطبي ورفض التكفل بمطالبهم المشروعة.
ونقلت الرابطة الصحراوية إفادات لعائلات الأسرى الصحراويين والتي تؤكد "التدهور الحاد" في الحالة الصحية لكل من الأسيرين عبد المولى محمد الحافظ و الحسين إبراهيم امعضور بسجن "ايت ملول 1"، و الأسير المدني ضمن مجموعة "أكديم إزيك"، سيدي عبد الله أحمد سيدي أبهاه.
و في بيان لها حول مستجدات الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى المدنيون الصحراويون ضمن مجموعة "الصف الطلابي" بسجن "آيت ملول 1" منذ أسبوعين، رصدت عائلات هؤلاء الأسرى "تماطل إدارة السجن في تلبية مطالب المضربين عن الطعام، وتفتيش البعض منهم بطريقة مهينة و قاسية، فضلا عن التدهور الحاد في الحالة الصحية لكل من عبد المولى محمد الحافظ و الحسين إبراهيم امعضور".
وفي هذا الصدد، أفادت شقيقة الأسير المدني الصحراوي عبد المولى محمد الحافظ، تعرض هذا الأخير يوم أمس الاثنين "للتفتيش المهين و الاستفزازي من طرف موظفي السجن على مرأى و مسمع من سجناء الحق العام"، مشيرة إلى أن "موظفي السجن قاموا بتجريد عبد المولى محمد الحافظ من كل ثيابه بطريقة غير إنسانية و إتلاف كل الحاجيات الخاصة به بالإضافة إلى السب و الشتم".
و أضافت أن إدارة السجن، و بعد مرور 15 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، "لم تبادر بفتح أي حوار مع الأسرى المدنيين الصحراويين، كما عمدت إلى الضغط على العائلات عبر تأخير السماح لهم بالزيارة لما يفوق خمس ساعات من الانتظار بالإضافة إلى عدم توفير أية متابعة طبية لشقيقها وباقي المضربين عن الطعام".
وفي ذات السياق، أفادت شقيقة الأسير المدني الصحراوي الحسين إبراهيم امعضور، أنها فوجئت خلال الزيارة العائلية ليوم أمس الاثنين، ب"الحالة الكارثية التي يتواجد عليها شقيقها المضرب عن الطعام نتيجة الإهمال الطبي و مضاعفات معركة الجوع".
وقالت في هذا الإطار إن "الحسين إبراهيم امعضور أصبح يعاني من ضعف الحركة وعدم القدرة على الكلام بالإضافة إلى نقص الوزن نتيجة الإهمال الطبي وسوء المعاملة القاسية"، لافتة إلى أنه وعلى الرغم من الوضع الكارثي الذي بات يعاني منه شقيقها وباقي المضربين عن الطعام، إلا أن مدير السجن قام بتهديدهم بإجراءات انتقامية، كما رفض كل أشكال التواصل مع المضربين عن الطعام أو توفير رعاية طبية لهم فضلا عن الاستماع لكافة مطالبهم العادلة والمشروعة.
جدير بالذكر أن الأسرى المدنيين الصحراويين ضمن مجموعة "الصف الطلابي" قد شرعوا في إضراب مفتوح عن الطعام بتاريخ 20 فبراير الفارط بسجن "آيت ملول 1"، احتجاجا على الأحكام القاسية الصادرة في حقهم و الظروف الإعتقالية المزرية التي يعانون منها.
وفي سياق ذي صلة، أفادت شقيقة الأسير المدني الصحراوي ضمن مجموعة "أكديم إزيك"، سيدي عبد الله أحمد سيدي أبهاه، أن حياة أخيها أصبحت "مهددة بالخطر"، في ظل إصرار إدارة سجن "تيفلت 2"، شرق العاصمة الرباط، على مصادرة حقه في العلاج ، مستنكرة ما يتعرض له من "إهمال طبي متعمد ومنع من ملاقاة الطبيب خارج المستشفى، فضلا عن الظروف الإعتقالية المزرية".
ما نتج عنه، تضيف، "إصابة سيدي عبد الله أحمد سيدي أبهاه بمرض للمسالك البولية وعديد الأمراض المزمنة من قبيل الحساسية المفرطة، ضيق التنفس، آلام على مستوى الكلى والمعدة و آلام المفاصل".
وأكدت شقيقة الأسير المدني الصحراوي أن الوضع الراهن الذي يتواجد عليه سيدي عبد الله أحمد سيدي أبهاه، بدء بالعزلة عن العالم الخارجي و الحرمان من التمتع بكافة الحقوق الأساسية، "قد تنتج عنه تداعيات غير محمودة العواقب تتحمل الدولة المغربية و المندوبية العامة لإدارة السجون كامل مسؤوليتها فيها.