نظمت، الأربعاء، كلية اللغة العربية وآدابها قسم اللغة العربية بجامعة الجزائر، ملتقى وطني حول “الكتابات الناعمة ،مسارات المقاومة والتذويت” تخللته عدة مداخلات وعرفت مشاركة أساتذة وباحثين من مختلف ولايات الوطن.
وفي هذا الصدد قالت الأستاذة الدكتورة حياة أم السعد رئيسة الملتقى بأن المناسبة "احتفاء خاص أردناه أن يكون عيدنا، واخترنا هذا اليوم بالذات من أجل القول أن المرأة عقل وكل النساء الجزائريات لديهن عقل لكن المسار تغير عن وجهته مع هذه العولمة و الأمبريالية الفجة و هذا المد الإستعماري الذي يريد أن يمزق هويتنا، فجاء هذا الملتقى لنقول أن المرأة لها عقل وتفكر و تستطيع أن تكتب عن الوطن و التاريخ و الاستعمار و يمكنها أن تعالج العديد من القضايا بعقلها وحكمتها و لا يجب أن تتخندق ضمن هذا الجسد الذي قد يخنقها".
في ظل العولمة.. تكاد تختفي الذات العربية
كما تطرقت أم السعد إلى التمزق الهوياتي وهذا الظل العولمي الذي تكاد تختفي فيه الذات العربية، حيث ركزت على لبنة أساسية و جوهر المجتمعات وهي الأسرة، و تطرقت للدراسات الغربية وتحدثت عن مسألة مهمة يعيشها العالم الغربي الذي أصبح يعاني من تمزقات وصراعات لتصبح ظاهرة كراهية النساء تدق ناقوس الخطر والتي جرتها الحركات النسوية لهذا الخلل و التمزق.
و في إطار الصراع الدائم في الأسرة بين الرجل و المرأة، أشارت إلى المرأة التي تقوم بكل الأدوار بسبب الهيمنة الأمبريالية التي أخرجت المرأة إلى حقل العمل دون محددات و توزعت بين البيت و العمل وتوزعت معها الأدوار ، هنا تقول الدكتورة لا بد من العودة إلى البناء الأسري الذي فككته الحركات النسوية فعلينا العودة لتقسيم الأدوار و التفكير في التأسيس لبعد حضاري لأن الضحية هي الأطفال و التشنجات الهوياتية.
المرأة بهجة هذا العالم
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة وجهت الدكتورة حياة أم السعد رسالة تقول فيها للمرأة ” لا تجعلي يوما يحدد سعادتك فأنت بهجة هذا العالم، فضلّي كذلك و إن كوني مقاومة و لا تنسخلي عن مبادئك ودينك و أفكارك ولا تنساقي وراء التيارات التي تريد أن تدمر المرأة، فالمجتمع يحتاج للمرأة الفاعلة و الناجحة التي ترتقي لمستوى التفكير العقلي وتطور مجتمعها ليصبح صالحا.
المرأة في الخطابات القرآنية
وفي شق آخر قدمت الأستاذة نوار نسيمة خلال مداخلتها “المرأة في الخطابات القرآنية دراسة تداولية” وهي الخطابات الموجهة من الله تعالى إلى المرأة، أي اللغة التي استعملها الله تعالى أو أحد الأنبياء في خطابهم للمرأة هل هي حجاجية أو إنجازية و ما هو القصد و هل رعا الله تعالى المرأة في خصوصيتها عندما خاطبها خصوصا النفسية والجسدية، حيث تناول القرآن الكريم فترة الحمل و الإرضاع بعد الولادة عندما قال لها الله تعالى لمريم ” لا تحزني” وفي سياق آخر “وكلي و اشربي وقري عينا” وهنا رعا الجانب الجسدي و الجانب النفسي في نفس الوقت.
كما حددت الأستاذة نوار الأصناف التي تناولهم القرآن الكريم أي المرأة المسلمة من حيث العقيدة سواء المسلمة أو الكافرة أو الصديقة، أما من حيث الصفات قسمت المتدخلة المرأة من حيث النفسية و الجسدية كغض البصر والإستحياء، الحكامة، المرأة في فترة النفاس والإرضاع إلى غير ذلك، مبرزة اللغة الإنجازية و الحجاجية والمعلومات التي يريد الله تعالى تبليغها و العبرة من النماذج التي وردت في القرآن الكريم.
وبمناسبة عيد المرأة أوضحت الأستاذة أننا في عصر صعب جدا و الله تعالى بيّن للمرأة حدودها داعية بالعودة إلى التدبر في آيات القرآن الكريم كونه مصدر الحياة.