قالمة : انطلاق أشغال ترميم المدينة الأثرية "تيبيليس" 

قالمة
27/03/2023 - 10:31

انطلقت أشغال ترميم المدينة الأثرية "تيبيليس" ببلدية سلاوة عنونة (قالمة) في مرحلتها الثانية بعد سنوات من توقف مشروع إعادة الاعتبار لهذا الموقع الذي يشهد على تعاقب عدة حضارات منها الرومانية والبيزنطية حسب ما أكده اليوم الأحد المدير الولائي للثقافة والفنون. 

وأفاد المدير نفسه بأن الأشغال المبرمجة تمثل الشطر الثاني من مشروع إعادة الاعتبار للموقع المتواجد على بعد نحو 27 كلم غرب عاصمة الولاية على الطريق الرابط بين ولايتي قالمة وقسنطينة و يتربع على مساحة إجمالية تصل إلى 25 هكتارا، مشيرا إلى أن هذه الأشغال التي ستدوم لمدة 6 أشهر تتعلق بإنجاز سياج واقي محيط بكامل المدينة بطول يقدر ب1.500 متر لحمايتها من الرعي العشوائي .

ومحاولات إتلاف مكوناتها إضافة إلى تجهيزها بكاميرات مراقبة وإنارة عمومية  بالطاقة الشمسية. 

و في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ، أوضح بوجمعة بن عميروش بأن إعادة بعث أشغال الترميم التي انطلقت الأسبوع الماضي بهذا المعلم المصنف ضمن التراث الوطني منذ سنة 1952 ، جاءت بعد تحيين كافة المعطيات المتعلقة بالمشروع الذي استفاد منه الموقع سنة 2008 وانطلقت الأشغال به رسميا قبل توقفها لأسباب متعددة سنة 2010. 

وأبرز ذات المسؤول بأن إعادة الاعتبار للموقع سيزيد من جذبه السياحي ويحوله  إلى قبلة هامة للمختصين في البحوث الأثرية من داخل وخارج الوطن بالنظر لما  تتوفر عليه المدينة الأثرية من معالم، موضحا بأن هذه المدينة التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية بالولاية شهدت تعاقب  
مختلف الحضارات بالمنطقة حيث كانت مركزا فينيقيا قديما و جزءا من مملكة  ماسينيسا ثم أصبحت مدينة رومانية مزدهرة تابعة لمدينة سيرتا قبل أن تحول إلى  مدينة بيزنطية. 

ولم يستبعد مدير الثقافة و الفنون إمكانية ترسيم تظاهرة ثقافية فنية خاصة  بمدينة تيبيليس بعد الانتهاء من مشروع الترميم لتثمين الموقع وزيادة جذبه  السياحي، موضحا بأن طبيعة التظاهرة ستكون في شكل أيام وطنية أو مهرجان ذي طابع  إفريقي أو مغاربي وسيتم تحديدها لاحقا بما ينسجم مع طبيعة الموقع . 

من جهته، أشار المختص في الآثار بفرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بقالمة، سفيان رحماني إلى أن هذه المدينة كانت عبارة عن مجمع ريفي صغير وترقت سنة 264 ميلاد إلى مدينة ثم بلدية تابعة لسيرتا كما حافظت على مكانتها خلال الفترة البيزنطية، مبرزا بأن هذه المدينة ذكرها  القديس أوغستين في إحدى كتاباته تحت اسم "تيبيليم" في حين وجدت تسمية أخرى في الناقشات الموجودة بالموقع تحت اسم الأبدية المزدهرة. 

وأفاد المختص نفسه بأن البحوث و الكتابات التاريخية المتعلقة بالمدينة تشير إلى أن هذه الأخيرة تضم العديد من البقايا الأثرية من بينها الحفرية التي كانت في الفترة بين 1906 و إلى غاية 1909 والتي تم فيها العثور على 1.250 نصب جنائزي وتشريفي و كتابات ونقوش فينيقية ورومانية تم جمعهم داخل المدينة وخارجها. 

وحسب المتحدث نفسه، فإن بقايا المعالم المتواجدة بهذه المدينة الأثرية و التي من بينها الفوروم أو الساحة العامة و البازليكا أو قاعة المحكمة ومعبد الكابتول و السوق و منزلين للعائلتين الحاكمتين للمدينة في تلك الفترة وكنيستين ومكتبة إضافة إلى الأقواس الثلاثة والأبواب، تبرز القيمة الأثرية لهذه المدينة، مردفا بأن الزائر للموقع يمكنه أن يشاهد أسوار المدينة وأعمدتها وقصورها ويمشي في ساحاتها الواسعة وطرقاتها المعبدة بالحجارة المصقولة و يقف على آثار معابدها و يسترجع حقبة زمنية بعيدة عمرها أكثر من ألفي عام.