أشرفت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي أمسية اليوم 18 ماي 2023 بقصر الثقافة مفدي زكرياء على فعاليات اختتام شهر التراث الذي توج هذه السنة بانعقاد الندوة الوطنية للخريطة الأثرية التي تعتبر أداة إدارية وعلمية لم يسبق تحيينها منذ أوائل القرن الـ20.
وقد نوهت الوزيرة في كلمتها التي ألقتها بالمناسبة وذلك بحضور الخبراء والباحثين في الآثار إلى جانب ممثلين عن قطاعات أخرى، بالحركية التي شهدها شهر التراث لهذه السنة مؤكدة أن " كافة المسائل المتعلقة بالتراث وحمايته وتثمينه ماتزال بحاجة إلى مضاعفة الجهد وبذل المزيد من الاهتمام في البحث والتأطير وتسخير كافة الإمكانيات التي تضمن الحماية الشاملة لموروثنا الثقافي المتعدد والزاخر، والذي سيظل شاهدا على العمق الحضاري لبلادنا، وأصالة الشعب الجزائري، وإسهامه الكبير في التراث الإنساني".
وأوضحت السيدة الوزيرة أن الندوة الوطنية حول الخريطة الأثرية الجزائرية جاءت لتؤكد التزام الدولة الجزائرية بحماية التراث الثقافي أولا، وانتهاج كل السبل التي تمكن من تثمين تراثنا في المشهد الثقافي الإنساني ثانيا وفق الإستراتيجية التي تعتمدها وزارة الثقافة والفنون بمشاركة الخبراء وعلماء الآثار و المختصين مضيفة بأن هذه الندوة " تأتي لتجمع تلك الرؤى والجهود المعتبرة التي شهدتها الندوات الجهوية المنعقدة في هذا الإطار بكل من ولاية المدية، والتي شملت ولايات الوسط، وبسكرة التي شملت ولايات الشرق، ولاية ورقلة والتي شملت ولايات الجنوب، إلى جانب ولاية تلمسان والتي شملت ولايات الغرب"، مؤكدة أن هذا اللقاء العالمي الهام " إنما هو تتويج لهذه الجلسات الجهوية والتي أشرف عليها نخبة من الخبراء والأساتذة من مراكز البحث تحت وصاية قطاعنا الوزاري وذلك بمشاركة مجموعة كبيرة من الباحثين من مختلف جامعات الوطن"
على صعيد آخر كشفت السيدة وزيرة الثقافة والفنون أن الندوة ستمكن من تسليط الضوء على المناطق الموثقة وغير الموثقة، مما يدفع لتوجيه الجهود للقيام بحفريات على المناطق الغير المدروسة، والتي يمكن أن تزخر بكم أثري هام، معتبرة الجهود الرامية من أجل تعزيز قدرة القطاع على تنفيذ سياسة التخطيط و التطوير،يأتي " في إطار سياسة الدولة الرامية إلى رقمنة الإدارات والهيئات وفق توجيهات السيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون"، لتكشف أنه تم الشروع في العمل على مشروع وطني بالغ الأهمية في هذا الشأن، ألا وهو مشروع "نظام المعلومات الجغرافي لقطاع الثقافة " الذي سيمكن من إدارة المرافق الثقافية والتراثية والأثرية عبر بوابة جغرافية للإدارة، وسيسمح أيضا بجرد ورقمنة كل المواقع ذات الصلة من جهة.
ويصبو هذا المشروع حسب السيدة وزيرة الثقافة والفنون، والذي سيخصص له يوم دراسي إلى تصميم وتطوير نظام المعلومات الجغرافي للبنى التحتية الثقافية والمعالم التاريخية والمواقع الأثرية والقطاعات المحفوظة و الحظائر الثقافية ما يعزز القدرة على صون وحماية تراثنا الثقافي من جهة أخرى.