تصدت جبهة البوليساريو مجددا الى سياسة التضليل والتلفيق والاكاذيب التي ينتهجها الاحتلال المغربي و ادعاءاته التي لا أساس لها من الصحة بخصوص الصحراء الغربية, حسب ما أكده اليوم الخميس ممثلها بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة "المينورسو" الأممية, سيدي محمد عمار.
و أفاد الأخير في بيان صحفي ان "الاحتلال المغربي وأمام عجزه عن الرد على الرسالة التي وزعت على الدول الأعضاء كوثيقة من وثائق مجلس الأمن, والتي دحضت بأدلة موثقة ادعاءاته التي لا أساس لها بخصوص الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو, عاد ممثل دولة الاحتلال إلى الظهور لإبراز مهاراته التي لا نظير لها في مجال التضليل والتلفيق والأكاذيب السافرة".
و أوضح أن الامر يتعلق ب"مساهمة خطية" قيل إنها قدمت إلى مؤتمر أوسلو الدولي الذي عقد مؤخرا بشأن حماية الأطفال في الصراعات المسلحة, حيث يواصل ممثل دولة الاحتلال المغربي تكرار ادعاءاته التي لا أساس لها من الصحة, والتي سبق دحضها بشأن "التجنيد العسكري للأطفال في مخيمات اللاجئين الصحراويين" من قبل جبهة البوليساريو, مبرزا في رده على هذه الاكاذيب أن "العديد من وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالات الدولية تعمل في مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ عقود, ولم يدعم أي منها هذا النوع من الادعاءات".
وفي السياق, أشار الدبلوماسي الصحراوي الى أنه رغم وجود أدلة كثيرة لدحض هذه الافتراءات المتكررة لدولة الاحتلال المغربي, يكفي الإشارة إلى بيان واحد فقط صادر عن الاتحاد الأوروبي, وهو أحد المانحين الموجودين في مخيمات اللاجئين الصحراويين, حيث وفي إجابته المقدمة في الرابع مايو 2021 نيابة عن المفوضية الأوروبية, أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي المكلف بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية, نائب رئيس المفوضية الأوروبية, جوزيب بوريل, أن "دائرة العمل الخارجي الأوروبي والمفوضية الأوروبية (...) لا علم لهما بتجنيد الجنود الأطفال من قبل جبهة البوليساريو أو مشاركتهم في العروض العسكرية".
ولم يجد ممثل دولة الاحتلال أمام شهادة الاتحاد الاوروبي هذه وبعد فشله في العثور على أي مصدر موثوق لدعم مزاعمه السخيفة, سوى الاستشهاد ببعض الصفحات على "شبكات التواصل الاجتماعي" التي يعرف جيدا مروجها وممولها, يضيف سيدي عمار.
ومقابل هذه الافتراءات والاكاذيب -يوضح ذات المتحدث- فإن ممثل المغرب يسترسل في ذكر "الإنجازات العديدة" التي "حققتها" دولة الاحتلال في "جميع المجالات التي يمكن تخيلها" فيما يتعلق بحماية الأطفال, "وهو ما يترك لدى المرء الانطباع بأنه يتحدث عن بلد آخر لأن البلد الذي يمثله هو الأقل أهلية في العالم للحديث عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الأطفال بشكل خاص بسبب نظامه السياسي القائم على الاستبداد والحاط من الكرامة الإنسانية".
و استرسل الدبلوماسي يوضح انه "بدلا من نشر ادعاءات كاذبة عن الأطفال الصحراويين الذين يتعرضون يوميا لفظائع يندى لها الجبين في الصحراء الغربية المحتلة, ومحاولة إقناع الآخرين عبثا بأن +المغرب قد التزم بكامل الترسانة القانونية للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية وتعزيز حقوق الطفل+, كان ينبغي لممثل دولة الاحتلال المغربي أن يشعر بالقلق إزاء الوضع المخزي والبائس للأطفال في بلده".
و استدل المتحدث في هذا المجال بتقرير الاتجار بالبشر الصادر في يوليو 2022 عن وزارة الخارجية الأمريكية, الذي أكد انه يتم استغلال الأطفال في المغرب "للعمل والعمل المنزلي والتسول والاتجار بالجنس, حيث يقوم بعض الرعايا الأجانب بالسياحة الجنسية للأطفال في المدن المغربية الكبرى".