اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة من جهة باب المغاربة، بدعم من قوات الاحتلال الصهيوني.
بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، عن دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية في القدس، فإنّ عشرات المستوطنين الصهاينة، اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة "باب الرحمة" وقبالة "قبة الصخرة" قبل أن يغادروا ساحات الحرم من جهة باب السلسلة.
وواصلت قوات الاحتلال الصهيوني، فرض قيودها على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس وأراضي الـ 48 للأقصى والتدقيق في هوياتهم واحتجاز بعضها عند بواباته.
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحام المستوطنين الصهاينة، يومياً على فترتين صباحية ومسائية، باستثناء يومي الجمعة والسبت، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في الأقصى.
حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية
شنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الخميس، حملة مداهمات واعتقالات في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، تزامنا مع العدوان على نابلس، الذي أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات الآخرين.
وذكرت مصادر إعلامية أن قوات الاحتلال اعتقلت مواطنا فلسطينيا من بلدة "بلعا" شرق طولكرم، بعد مداهمة منزله.
وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال شاباً بعد مداهمة منزله وتفتيشه، كما اعتقلت شابا آخر من بلدة "ميثلون" بجنين.
وانتشرت قوات عسكرية من جيش الاحتلال، بكثافة في محيط بلدة يعبد قضاء جنين وسط مداهمات لمنازل المواطنين.
وفي أريحا، داهمت قوات الاحتلال عددا من منازل الفلسطينيين في مخيم /عقبة جبر/ جنوبا، وذلك بعد اقتحام المخيم من عدة جهات.
وفي نابلس، داهمت آليات الاحتلال وجرافاته ليل الأربعاء إلى الخميس، عدة أحياء ومناطق سكينة في المدينة وحاصرت منزل عائلة الأسير الطويل في منطقة رفيديا، وأخلت عددا من المنازل المجاورة له، تمهيدا لهدمه.
واستشهد الشاب خليل يحيى الأنيس (20 عاماً) متأثرا بجراح أصيب بها في رأسه، خلال إطلاق قوات الاحتلال النار عليه بنابلس.
وفجّرت قوات الاحتلال منزل عائلة الأسير أسامة الطويل في حي رفيديا بنابلس، والذي يقع في بناية سكنية من أربعة طوابق وتبلغ مساحته 150 متراً مربعاً، ويأوي ثلاثة أفراد، وهما كل من والدي الأسير وشقيقته.
قمع عدد من الأسرى في سجن نفحة
قمعت قوات الاحتلال الصهيوني، اليوم الخميس، عددا من الأسرى الفلسطينيين في سجن نفحة، وسادت حالة من التوتر الشديد أجواء السجن، حسبما ذكر نادي الأسير الفلسطيني.
وأفاد نادي الأسير بأنّ "قوات القمع اقتحمت قسم/3 في سجن نفحة الذي يقبع فيه 110 من الأسرى، وشرعت بعمليات تفتيش وسط حالة من التوتر".
وأتى ذلك في ضوء استعدادات الأسرى الإداريين لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام يوم الأحد المقبل، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري.
وأعلنت لجنة المعتقلين الإداريين المنبثقة عن لجنة الطوارئ الفلسطينية العليا في سجون الاحتلال، حالة النفير العام في كافة السجون التي يتواجد بها المعتقلون الإداريون، استعدادا للمشاركة في الإضراب المفتوح عن الطعام.
وقالت اللجنة إنّ مئات الأسرى الإداريين سيخوضون الإضراب، تحت شعار "ثورة حرية-انتفاضة الإداريين".
وبدأت إدارة سجون الاحتلال محاولات مبكرة لإفشال حراك الأسرى الإداريين، بالتهديد بجملة من العقوبات القاسية ضد أي أسير يخوض إضرابا عن الطعام.
ويعد المطلب الرئيسي للأسرى في هذه المعركة هو إنهاء جريمة الاعتقال الإداري التعسفي التي تزايدت بشكل غير مسبوق خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي نتج
عنها ارتفاع أعداد الأسرى الإداريين إلى نحو 1100 أسير، إضافة إلى إصدار محاكم الاحتلال لأكثر من 1300 قرار اعتقال إداري منذ بدء العام الجاري.
الخارجية الفلسطينية تدين
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، مسلسل الاقتحامات اليومية الدموية التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني، بحق المدن والمخيمات والبلدات والقرى الفلسطينية والتي غالبا ما تخلف شهداء وجرحى وترهب الفلسطينيين العزل كما حصل في مدينة نابلس.
وفي بيان للخارجية الفلسطينية، جرى التركيز على أنّ هذه الممارسات تؤدي إلى تصعيد الأوضاع في ساحة النزاع وبقائها مشتعلة وإغراقها في دوامة من الصراع، كسياسة رسمية تهدف إلى استبعاد أي تهدئة وتخريبها وضرب أي مناخات استقرار تؤدي إلى إحياء عملية السلام واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع، حتى يتمكن الكيان الصهيوني من تنفيذ برنامجه الاستعماري العنصري في استبدال التهدئة والحلول السياسية للصراع بعنجهية القوة وغطرسته.
وأعربت الوزارة، عن استغرابها الشديد من تدني مستوى ردود الفعل الدولية والأمريكية تجاه انتهاكات الاحتلال والمستوطنين وجرائمهم بما فيها استباحة الأرض الفلسطينية وحياة المواطنين الفلسطينيين والاعتقالات العشوائية الجماعية وهدم المنازل وعمليات التطهير العرقي وعمليات ضم الضفة وتهويدها بما فيها القدس الشرقية.
ورأت أنّ الكيان الصهيوني، يتعايش مع تلك الردود ما دامت لا تؤثر في علاقة الدول به ولا تقترن بعقوبات دولية رادعة، أو إجراءات تصدر عن مجلس الأمن تلزمه بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتجبره على الانخراط في عملية سياسية حقيقية تفضي إلى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.