القصة الكاملة للراية والنشيد الوطنيين

علم الجزائر
02/07/2023 - 15:56

استعرض المؤرخ لحسن زغيدي، اليوم الأحد بالعاصمة، القصة الكاملة للراية والنشيد الوطنيين.

في ندوة احتضنها منتدى جمعية مشعل الشهيد بمقر جريدة المجاهد، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 61 لاسترجاع السيادة الوطنية، أوضح زغيدي أنّ الراية الوطنية كانت وليدة اجتماع "نجم شمال إفريقيا" سنة 1934، حيث تمّ الاتفاق على اعتماد الألوان الثلاثة (الأبيض والأخضر والأحمر) وتدعيمها بالنجمة والهلال ليتم إشهاره في تجمع 5 أوت 1934 بباريس ثم ترسيمه في اجتماع أحباب البيان سنة 1945، وبذلك كان رمزاً لمظاهرات 8 ماي 1945 عبر مختلف المدن والقرى الجزائرية.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان زغيدي تنويهه إلى أنّ النشيد الوطني جاء "موحّداً وشاحذاً للهمم، بعدما اشترط فيه قادة الثورة أن يحمل دعوة إلى الشعب الجزائري للالتحاق بالثورة التحريرية تحت راية جبهة التحرير الوطني"، ليقع الاختيار على شخص مفدي زكريا الذي قدّم النشيد الوطني (قسماً) بمقاطعه الخمسة وفقا للشروط المطلوبة.

في سياق متصل، كان الفقيد لمين بشيشي أكد في حوار سابق مع إذاعة الجزائر الثقافية، أنّ الآمر بنظم النشيد الوطني هو الشهيد عبان رمضان الذي حرص على ايجاد لحن له يوافق طبيعته الثورية.

ووضع عبان رمضان – بحسب بشيشي – ثلاثة معايير لكتابة النشيد الوطني تمثلت في وجوب الدعوة للالتحاق بالثورة تحت لواء جبهة التحرير الوطني ثمّ عدم ذكر اسم أي شخص في ثنايا القصيدة وأخيراً إبراز الوجه القبيح لفرنسا الاستعمارية من خلال أبياتها الشعرية.

ولتلحين النشيد الوطني، طلب عبان من شاعر الجزائر الكبير مفدي زكريا البحث عن اسم قدير يحوله إلى صيغته النغمية فتم التلحين أولاً من طرف محمد التوري بعدها تمّ إسناد المهمة إلى الملحن التونسي محمد التريكي ليسلّم النص في نهاية المطاف إلى المصريين.

وأرجع لمين بشيشي سبب تغيير لحن نشيد قسماً لأكثر من مرة لسعي عبان رمضان ومن معه إلى إعطاء النشيد الجديد نفسا يقترب من الأغنية الثورية "من جبالنا" من حيث كونه لحناً مجنّداً للجماهير.  

إلى ذلك، تطرّق لحسن زغيدي إلى ختم الدولة ودوره كرمز من رموز السيادة الوطنية، سيما وأنه يجسّد – مثلما قال – خيارات الدولة الجزائرية ويلخص رموزها.

وركّز الأكاديمي المخضرم على أنّ رموز السيادة الوطنية جاءت بفضل نضالات الشعب الجزائري عبر مختلف مراحل الكفاح المسلح، مشيرا الى أن العلم الوطني الذي هو الرمز الجامع "عرف عدة تطورات على مدار الثورات الشعبية وصولا الى المقاومة السياسية قبل أن يتم الاستقرار على النسخة الحالية".