أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, أحمد عطاف, هذا الاثنين بالجزائر العاصمة, أن ثورة التحرير المظفرة ارتقت إلى مصف "الملحمة الإنسانية"، وهذا بفضل مساندة الاجانب لكفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
في كلمته خلال افتتاح أشغال الجمعية العامة التأسيسية للجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية, ألقاها نيابة عنه المدير العام للبلدان العربية بوزارة الشؤون الخارجية, نور الدين خندودي, أوضح عطاف أن "أحرار العالم، على اختلاف أُصولهم وعقائدهم وتوجهاتهم السياسية، هبوا لدعم الشعب الجزائري ومساندة ثورته ليقينهم أنها ثورة حق ضد الباطل، ثورة تحمل في ثناياها مبادئ العدالة والحرية والقيم الإنسانية".
وأضاف أن الثورة الجزائرية "ارتقت، بفضل أصوات الجزائريين وأقلامهم، بل والتضحيات بأرواحهم, إلى مصاف ملحمة إنسانية تنافح عن القيم والمبادئ الكونية الحقة، ثورة تنادي بكرامة الإنسان وتصبو إلى إعلاء حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وتدعو إلى العيش في كنف العدالة والحرية والصداقة والتعاون، بعيدا عن ثقافة الإمبراطورية وإغراءات القوة وما تجسد من استعمار وتوسع وهيمنة وظلم ونهب للثروات".
ومن هذا المنطلق -يستطرد الوزير- فإن "الرعيل الأول من أصدقاء الثورة الجزائرية يمثلون الإنسانية العميقة في مختلف تجلياتها وتطلعاتها وآمالها", مذكرا في هذا المقام بأن العديد من هؤلاء "عانوا التضييق والسجن والتعذيب جراء مواقفهم ومنهم من اختار الجزائر المستقلة موطنا دائما له إلى يومنا هذا ومنهم من يحضر معنا اليوم تأسيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية التي ستكون خاتمة للاحتفالات والنشاطات التي نظمتها الجزائر بمناسبة ستينية الاستقلال".
وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الجمعية "مركزا لبث المبادئ والقيم الإنسانية الكونية وتقاسمها ومد جسور الصداقة بين الأمم ومرجعية تاريخية لكفاح ونضال الشعوب، ترسيخا للبعد التضامني بين الشعوب وعملا على ربط الأجيال وتواصلها".
كما ذكر بأن المبادرة بتأسيس الجمعية التي تعد "حدثا تاريخيا بامتياز لما تحمله من دلالات وأبعاد", تندرج في إطار "تنفيذ مخرجات الملتقى الدولي لأصدقاء الثورة الجزائرية، المنظم تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية الذي يولي أهمية بالغة لملف الذاكرة الوطنية".
وفي سياق آخر, أكد الوزير أن "الانتخاب الباهر للجزائر في عضوية مجلس الأمن للفترة 2024-2025 يشكل دليلا على مكانة ودور الجزائر في المجموعة الدولية وشاهدا على الاحترام الذي يحظى به رئيس الجمهورية لدى الرأي العام العالمي"، وهذا -كما قال- بفضل "نهجه في الدعوة إلى الحفاظ على السلم والأمن في العالم ضمن مقاربة تتأسس على التعاون والتضامن ونصرة الشعوب في تقرير مصيرها ودعم القضايا العادلة, وفي مقدمتها قضيتي الشعبين في فلسطين وفي الصحراء الغربية".