اقترحت مديرية الثقافة والفنون بولاية غرداية، اليوم الاثنين، تصنيف وتسجيل 12 معلماً تاريخياً ونقوش صخرية منتشرة عبر إقليم ولاية غرداية ضمن قائمة التراث الوطني.
أفادت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان مدير القطاع بالولاية، عبد الجبار بلحسن، أنّه جرى الشروع في الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لتسجيل كل من قصر "سيدي بلقاسم" (متليلي) و"تلزديت" (بلدية العطف) و"بابا سعد" (بلدية غرداية) وقصر بلدية الضاية بن ضحوة، بالإضافة إلى نقوش صخرية تمّ اكتشافها بمنطقة ''تيقابلين'' (بني يزقن) و"بابا سعد" (بلدية غرداية) و"منطقة العلوم" (بلدية العطف) و"الضاية بن ضحوة"، إلى جانب معالم جنائزية من صنف بزينة للصناعة الحجرية.
ويهدف هذا الاقتراح الخاص بإدراج هذه المواقع من النقوش الصخرية والمعالم التاريخية ضمن التراث الثقافي الوطني إلى إعادة بعث تلك المواقع بما يسمح بمساهمتها في برامج التنمية المحلية المختلفة، سيما على مستوى الدوائر والمسارات السياحية والثقافية.
وأوضح بلحسن أنّ تلك الآثار التاريخية الحية، التي تشهد على الدور الاجتماعي والاقتصادي الذي أداه هذا التراث الثقافي منذ قرون، مقترحة للتصنيف بهدف حمايتها والحفاظ عليها وضمان انتقالها إلى الأجيال القادمة، مشيراً إلى أنّ استراتيجية القطاع تهدف إلى إعادة تأهيل التراث الوطني المادي واللامادي والحفاظ عليه وترقيته وإدماجه ضمن مسار التنمية الشاملة.
وأبرز بلحسن أهمية تثمين التراث الثقافي الوطني بكل تنوعاته من أجل تعزيز إشعاعه الحضاري وضمان حمايته والحفاظ عليه.
وتزخر ولاية غرداية بتراث مادي ولامادي يمنحها مكانة محورية في استراتيجية تنمية السياحة المستدامة التي تلبي المتطلبات الاقتصادية للسكان ومتطلبات حماية البيئة.
وتحصي غرداية نحو 200 موقع ومعلم تاريخي بالإضافة إلى تراث عالمي مصنف ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني لمنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على غرار سهل وادي ميزاب وقصور المدن المحصنة الشاهدة على هندسة معمارية فريدة من نوعها وكذا نظام الري التقليدي لسقي بساتين النخيل الواقعة بسهل وادي ميزاب.
وشُيّدت منطقة غرداية على مواقع أثرية لا تزال تتجلى آثارها في عديد النقوش الحجرية التي تشهد، وفقا لمتخصصين في فن النقوش الصخرية، على وجود حياة بشرية بالمنطقة منذ آلاف السنين والتي تظل في حاجة إلى اهتمام أكثر لتطوير سياحة ثقافية وعلمية.
وتشكّل تلك المواقع الأثرية والنقوش الصخرية والتي لا تقدّر بثمن وزيادة عن كونها ذاكرة المنطقة التي تعبر عن مختلف مظاهر الحياة الإنسان والحيوان التي تعود إلى حقبة الليبية البربرية القديمة، مادة مرجعية للأبحاث الأكاديمية والتاريخية حول المنطقة، فضلاً عن دورها في تنمية السياحة الداخلية.